العقيد معمر عقّدها إلى ابعد الحدود، وقد تصور منذ صباه أن تكليفا ربانيا اجبره على توحيد قبائل ليبيا ثم قبائل العرب وحتى قبائل إفريقيا السوداء و لأن فكره السياسي قبلي بالأساس فان نومه الهادئ على محيط من النفط لا يعرف نهاية ولا قاعًا ولأن قبائل ليبيا صدّقت دعواه فقد أصبح ملك الملوك وسط أضحوكة الانترنيت و »الفايسبوك« ونجحت فرنسا في جعل العقيد هدفا للاستهزاء الجماعي.. ولما أفقنا من خرافة المقاومة والزنقة زنقة كان القرار الغربي مكتوبا ولا مجال للاعتراض عليه.. وكانت لحظة انكشف فيها قصور الفكر لدى العرب واستحالة فهم اللحظة.. ولأن العلم لله ولفرنسا وأمريكا والغرب الاستعماري وباعتبارهم يعلمون ما لا نعلم فقد اخذوا على عاتقهم مرة أخرى مسؤولية تحريرنا وإخراجنا من الظلمات إلى النور.. ولأننا قاصرون على الفهم السريع صفّقنا لأول الضربات الجوية لطائرات الخرتيت الكاراكوزي وعاش العرب من محيطهم لخليجهم لذة المغتصبة حين تهادت جحافل الغزاة الفرنسيين تدكّ باب العزيزية في صعلكة عسكرية تحاول أن تخفي أزمة الحكم اليميني المتهاوي في باريس من جرّاء سياسة داخلية كارثية. اطرح الأسئلة الخارقة ولا انتظر أجوبة... أين طوابير المتطوعين للدفاع عن كرامة العرب؟ تلك الطوابير التي مججناها في حرب الكويت الظالمة سنة 2002 ... أين مسيرات التنديد بالعدوان الأطلسي الامبريالي الصليبي الصهيونى التي عشناها زمن حروب صدام؟ أين اللافتات والاجتماعات العامة والاعتصامات وتجميع الأدوية والمال التي دمرت أعصابنا بداية الألفية؟ هل ان فرنسا تغيرت أم أن الحلف الاطلسي أصبح حلو المذاق؟ أين انتم يا بواسل الأمة؟ بحثت عنكم ..سألت عنكم..بيتا بيتا زنقة زنقة... فقط لأقول لكم أني اكره العقيد من قبل أن يولد... ولكني امقت أكثر القصور الذهني الذي جعل البعض من أبطال العامرية والكرخ والبصرة يحتفلون بتدمير طرابلس وزنتان وترهونة...