لم تخل الساحة السياسية الوطنية من التجاذبات منذ القدم وهي بين صعود ونزول وبين رسوٍ واقلاع بحسب محرار الحياة العامة للبلاد إلى اليوم، وقد سجل التاريخ عديد الامثلة عن هذا التعاطي مجمسة في الكثر من النعوت والأوصاف والألقاب والكنيات فقد وُصف «الدساترة» القدم «بالغرانطة» نسبة إلى نهج به مقر حزبهم بزعامة القليبي وجماعته، ووصف المنشقون من بورقيبة وجماعته «لحزب فرانسا» وانصار «بوبرطلة»، ووصف المتعاملون مع الباي رمز الشرعيّة «بحزب سيدنا» ووصف اليوسفية «حزب القماشة» نسبة الىتجار القماش من اصلاء جزيرة جربة، ووصف المتعاملون مع الألمان ابان الحرب العالمية الثانية «المعكوف» نسبة الى شعار ألمانيا النازية ووصف أصحاب «صوت الطالب الزيتوني» «بالنفافة» نسبة إلى شيوخهم وما يستنشقونه من تبغ مسحوق «نفة» ووصف طلبة الكليات العصرية «ببوطويلة» نسبة إلى السراويل والبدلات التي يرتدونها ووُصفَ الشيوعيون «بالحُمْر» نسبة إلى الجيش الأحمر الروسي، والقائمة طويلة وتطول.. وما اشبه اليوم بالبارحة حيث لا تخلو هذه التجاذبات من نعوت وأوصاف حتى اننا نستطيع ان نضيف الى السلسلة حلقة حين نريد ان نُوصف حكومة ما بعد الثورة وما بعد الانتخابات فنصف حكومة الجبالي بحكومة «القصعة» لصيغتها المحاصصية وما سعت اليه من تقاسم شهد الثورة، ونصف مبادرته اثر الفشل الذريع الذي طبع هذه الحكومة بانها مبادرة«تذويب المر» حين سعى الى تعويم الفشل ليشتمل اكثر من ظرف تخفيفا لكثافة مرارته وثقل مسؤوليته التاريخية.. اما الحكومة الثانية برئاسة السيد علي العريض فاننا يمكن ان نسميه حكومة «بوعرضين» لانها قادمة من حزب به عريضان (علي وعامر) ومتألفة من لفيف من الاحزاب اوغلها في الطول العرض معا متجاوزة الثلاثة اضلاع الى ما شاء الله من الاحزاب وما يترتب عن ذلك من تسميات وزارية قد تصل المائة فتكون بذلك حكومة «بوعرضين» بالحقيقة والمجاز وعندما يكون السؤال: هل تنجح حكومة «العُرضين» حيث فشلت حومة «القصعة» والعُرض الواحد التي الهاها شهد السلطة عن مرارة «دفلة» الواقع فسقطت في مطب الترضيات على حساب الانجازات وضيقت ما كان واسعا ووسعت ما كان يجب ان يكون ضيقا من تداين وتضخم وبطالة.. نسأل الله ان ينجح العريض ليوسع على العيال ويصلح الحال ويسترجع الشعب نفسا ويمد من تحت الماء عنقا إلى الهواء..