الاستاذ فتحي المولدي وجه اعلامي معروف أعتبره شخصيا من أحسن الاقلام التونسية، فهو ناقد رياضي من أعلى طراز بليغ اذا كتب، فصيح اذا تكلم، غير مملّ اذا أطال له قدرة فائقة في شدّ المتلقي زادت شعبيته وذاع صيته من خلال حصة بالمكشوف التي تقدمها قناة حنبعل مساء كل ثلاثاء والتي ساهمت حسب رأينا في تغيير المشهد الاعلامي الرياضي ببلادنا، تميز الاستاذ خلال هذه الحصة بتطرقه لمواضيع ضمن حوارات جريئة وحساسة والتي كانت في وقت ما محظورة، للأستاذ أسلوب خطابي راق جدا يمكنه من الانتقال من الجد الى الهزل ومن الهزل الى الجدّ بسرعة مذهلة دون الخروج عن الموضوع مع المحافظة على تسلسل أفكاره، كثيرا ما يعتمد في تحاليله على الحجة والنص القانوني وفي غياب النص يلجأ الى المنطق من ميزات الاستاذ قدرته على نقد الآخر لا سيما خصومه دون السقوط في فخ الثلب والشتم، كيف لا والأستاذ فتحي المولدي رجل قانون بارز صوته الجهوري ولحيته الشقراء زاداه هبة ووقارا على فكرة فتحي المولدي ابن باب سعدون وأنا شخصيا معتز به «كولد حومة» وهذا ليس غريبا على هذه المنطقة العزيزة التي أنجبت أفذاذا في عالم الصحافة على غرار المرحوم الحبيب شيخ روحو مؤسس جريدة الصباح وهنا أريد ان افتح قوسا صغيرا لأقول صحيح ان الحبيب شيخ روحو أصيل مدينة صفاقس ولكن مسيرته الصحفية انطلقت من دكانه المتواضع بسيدي العلوي بباب الاقواس وزادت علاقة المرحوم بهذا الحي الشعبي الاصيل بعد ما تصاهر مع عائلة الباهي المتجذرة بزنقة سيدي بوعصيدة بباب الاقواس المصور العالمي المرحوم البشير المنوبي كذلك ابن باب الاقواس، الموسوعة الاعلامية ابراهيم المحواشي ابن الحفير هذه المنطقة التي لا تبعد كثيرا عن باب الاقواس وباب سعدون نغلق القوس لاننا من الحومة العربي العتيقة سنعود على جناح السرعة الى «بلاطو بالمكشوف» والى الاستاذ فتحي المولدي تحديدا ولأننا نحب الاستاذ ولأننا نريد ان يبقى الاستاذ في مستواه الذي عودنا عليه ولأننا نؤمن بالرأي والرأي الآخر ولأننا نؤمن ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية فاننا نسمح لأنفسنا بأن ننقد الاستاذ فتحي المولدي عساه يتدارك بعض نقائصه في الحصة التي تم فيها استدعاء زياد الجزيري يومها تغافل الاستاذ عن المبادئ التي طالما نادى بها. فهو الذي أعطى الضوء الاخضر لزياد حتى يتعدى حدوده ويتطاول على مدرب وطني واصفا إياه «بالاستعماري» نعم نحن نختلف مع لومار ولكن لابد نفرّق بين لومار المدرب ولومار الانسان أليس كذلك يا استاذ؟ فترة فراغ الاستاذ فتحي المولدي تواصلت وفي اخر حصة من حصص بالمكشوف قال الاستاذ بالحرف الواحد لعبة التنس لا يجب ان تكون حكرا على المناطق الراقية مثل المنزه والمنار لأن سكان الجبل الأحمر والملاسين لهم الحق في ممارسة هذه اللعبة، نظريا يعتبر ما قيل جميل جدا وشخصيا اتفق معه مائة بالمائة الا انه عمليا فيه الكثير من المزايدة التي كان بالامكان تفاديها، فالاحياء الشعبية ببلادنا تفتقد الى أبسط مقومات العيش الكريم رغم بعض التحسينات ابما اننا مازلنا نقاسي من حالة الطرقات السيئة ومن نقص فادح في التجهيزات الرياضية وغير الرياضية لو صدر هذا الكلام عن غيرك يا استاذ لقلنا هذا استهزاء بالاحياء الشعبية لأنك تعلم جيدا ان الاولياء في هذه المناطق يتصارعون مع قدرهم حتى يوفروا لقمة العيش لأبنائهم بما انها اصبحت باهضة جدا في هذا الزمان فما بالك بتكلفة لوازم رياضة التنس، نحن لا نبالغ يا سي فتحي اذا قلنا ان الدخل السنوي لمواطن من مواطني حي التضامن او حي شعبي اخر لا يكفيه لشراء المضرب والحذاء والكويرات لممارسة لعبته المفضلة، لا يا استاذ نحن لسنا ضد ممارسة الرياضة في هذه الاحياء الشعبية بالعكس فهي المتنفس الوحيد لأبناء المحرومين على عكس غيرهم في الاحياء الراقية والذين يتمتعون بالفضاءات والملاعب المجهزة الى غير ذلك ولكن يجب ان نكون اكثر واقعية يا أستاذنا الكريم لأن قدرنا نحن ابناء الاحياء الشعبية يحتم علينا ان لا نبرز الا في الرياضات غير المكلفة مثل كرة القدم وبعض الرياضات الفردية الاخرى لذا كنت أود ان أكون حاضرا معكم في «البلاطو» لأطالب بتوفير الملاعب والمساحات في هذه الاحياء لا سيما بعد تقلص عدد البطاحي مثل «الفورجمان» وجبل سيدي القيتوني وبطحاء سيدي العلوي وأنت أعلم مني بهذا أما في ما يتعلق بلعبة التنس فقد يتحقق هذا الحلم على المدى الطويل والطويل جدا وقد نسمع في يوم ما بولادة نادي التنس بحي التضامن او فريق العبة لرياضة التنس ربما (؟). المنذر معمّر (مرنا) +++++++++ ورقة من التاريخ أولمبيك الكاف: من تأسيس الى «التفلسيف» الكاف / الشعب كانت رياضة كرة القدم غير معروفة بالكاف وكان تعاطيها ينحصر في الجيش الفرنسي الى ان حلت سنة 1919 وكان الزعيم الحبيب بورقيبة يقضي عطلته السنوية بمدينة الكاف في ضيافة شقيقه محمد بورقيبة هذا الذي كان يعمل في مستشفى الكاف الذي يحمل حاليا اسمه فنصح احد زملائه بالمدرسة وهو المرحوم ابراهيم بن موسى بتكوين جمعية رياضية لجمع شتات الشباب التونسي والرفع من مستواه الذهني والبدني بتعاطي الرياضة وبالفعل شرع المرحوم بن موسى في تأسيس الجمعية الرياضية وتم تركيزها فعليا سنة 1922 وحملت اسم النجم الرياضي الكافي ليكون النشاط مقتصرا على كرة القدم والعاب القوى ولما لاحظ المستعمر هذا التحرك والمجهود والالتفاف حول هذه الجمعية تكونت الجمعية الرياضية الفرنسية في نفس السنة اي سنة 1922 وتحصلت على اعانات وتشجيعات من طرف الجيش الفرنسي وهيأ لها ملعبا تتوفر فيه كل المرافق لتعاطي عديد الرياضات في حين كانت الصعوبات تعترض المجموعة التونسية حتى عند القيام بتدريباتها اما عن المباريات فقد كانت محجرة عليها وتواصل التعثر اكثر من 10 سنوات حتى سنة 1932 اين تحملت لجنة متحمسة من التونسيين عملت بكل قواها على تدعيم وتقوية جمعية النجم الرياضي الكافي وبالرغم من العراقيل والعقوبات خاصة من طرف منافستها الجمعية الرياضية الفرنسية المتبناة من طرف الجيش الفرنسي، فقد عملت كل ما في جهدها للانضواء تحت لواء جامعة كرة القدم ولكن باءت كل المجهودات بالفشل وتصاعدت العراقيل مما جعل الجمعية الفرنسية تكون في الصدارة مع ضمن المشاركات، لقي مطلب الانضواء تحت الجامعة الرفض التام لينحصر النشاط في التدريب فقط أو في المقابلات الودية مع الاجوار، تبسةسوق اهراس سوق الاربعاء غار الدماءطبرقة وغيرها. وتواصل النشاط المحدود الى اواخر الحرب العالمية الثانية اين ادخل دم جديد على النجم وذلك بتولي بعض المسؤولين واللاعبين المسؤولية واصبحت الجمعية تسمى باسمها الحالي «اولمبيك الكاف» خلال هذه الفترة ازدهرت الرياضة في المدرسة ليتم تكوين جمعية ثانية اسمها الشبيبة الرياضية الكافية. كما كوّن اعوان الشرطة وبإذن من الاستعماريين الجمعية الرياضية الكافية لتزاحم الجمعيات الرياضية التونسية ولكنها لم تعمر طويلا مثل الجمعية الفرنسية لانها لم تكن مؤسسة على اسس متينة ولا دعائم صحيحة واضمحلت بدورها. الاعتراف الفعلي بأولمبيك الكاف كان سنة 1949 حيث وقع ترسيمه لدى الجامعة مع الحصول على التأشيرة الرسمية والقانونية ووقع ادماج الشبيبة الرياضية الكافية ضمن اولمبيك الكاف مع توحيد الجهود تنفيذا لتعليمات الحزب التونسي حيث تدعمت الجمعية ودفعت الى الامام وشاركت في دورة كأس تونس وفازت على سوق الاربعاء باجة ومنزل بورقيبة وتحصلت على اول كأس سنة 1950 رغم لعبها انذاك في القسم الثاني، ذاع اسم اولمبيك الكاف وسرت شعبيته في ربوع الشمال الغربي وتونس ورعم قلة الامكانيات المادية خاصة وحرمانه من الملعب، والتجهيزات فان موسم 57/1958 كان موسم الصعود الى القسم الوطني ونظرا لعدم توفر ملعب قانوني فان الجامعة التونسية اخترته لللعب في تونس وفي غياب التسهيلات وغياب المساندة الجماهيرية نزل الفريق الى الدرجة الثانية صحبة الملعب القابسي (سجل 4 انتصارات 6 تعادلات 16 هزيمة، سجل 25 وقبل 55 هدفا) ولعب في موسم 58/59 في القسم الثاني الموحد ولم يعرف العودة الا نهاية 74/75 (صحبة شبيبة القيروان بطل مجموعة الجنوب) وكانت مجموعة الشمال تضم كل من حلق الوادي الاتحاد التونسي جمعية مقرين الملعب النابلي بن عروس ماطر نادي الدهماني طبربةجندوبةاريانة ونادي الجريصة. واصل الفريق اللعب في المستوى الثاني وواصل رسالته بصمود وتفان الى ان تفلسف بعض المسؤولين حكم على الاولمبيك ليكون فريقا ثانويا.