بإشراف الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد مسؤول قسم الصحة والسلامة المهنية، انعقد نهاية الاسبوع الفارط المجلس القطاعي للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الاسنان للصحة العمومية. وقد افتتح الجلسة الاولى لهذا المجلس التي احتضنتها قاعة الاجتماعات بدار الاتحاد نهج اليونان الاخ سامي السويحلي كاتب عام النقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الاسنان ورحب بالأخوات والاخوة الحضور ثم فسح المجال للاستماع الى اهم مشاغل أهل القطاع التي تراوحت بين معضلة النُقل للأطباء الذين يباشرون أعمالهم لسنوات طويلة في المناطق الداخلية ونقاط التنفيل والمنح والعلاوات المرتبطة بذلك وعلاقة النقابة بهذه التفاصيل، معرجين على التفاوت الواضح في الخارطة الصحية، وقد توقف بعض الاطباء طويلا على طريقة انتداب اطباء بصيغة عقود تأهيل للحياة المهنية (S I V P) التي اصبحت ظاهرة تهدد القطاع باعتبار الاهانة التي تلحق الطبيب من خلالها. بعض الاطباء كذلك شددوا على ما بات يعانيه الطبيب اثناء ممارسته عمله من أخطار الاعتداء بالعنف سواء من قبل أهالي المرضى او من قبل الاطار شبه الطبي مطالبين النقابة بموقف حازم للضغط على وزارة الاشراف من اجل اتخاذ اجراء رادع يكفل كرامة الطبيب. ومن النقاط التي اتفق حولها اغلب المتدخلين هي ضرورة مراجعة الخارطة الصحية وامداد المستشفيات بالاطباء خاصة وان الاطار الطبي موجود ويركن للبطالة، ففي ولايات الجنوب مثلا هناك نقص في أطباء الاختصاص بما نسبته 50 مقارنة بالنسبة الوطنية، وطبيب من كل أربعة اطباء يباشر عمله في تلك الولايات هو طبيب أجنبي. كما أن هناك فروقات كثيرة في توزيع الاطباء داخل بعض الجهات نفسها، فمن غير المعقول ان يتوقف مستوصف ما في احدى الجهات عن اسداء خدماته لأن الطبيب يشارك في دورة تدريبية او مهمة نقابية، كما انه من غير المعقول في الألفية الثالثة ان يتنقل طبيب لمباشرة عمله في مناطق معزولة بواسطة سيارة مهترئة قد تتعطل به في مناطق نائية او صحراوية، فتتعرض حياته الى الخطر. بعض الاطباء شددوا على اهمية ان تتم مراجعة منحة حصص «الاستمرار» وتعويضها بساعات عمل على قاعدة الاجر المُسدى، كما طالبوا ان يتم احتساب هذه الساعات عند التقاعد مع مراجعة فكرة حصص الاستمرار في المنزل... كثيرة كانت مشاغل الاطباء وهي مشاغل لم يكن المواطن يتصور ان الاطباء يعانون منها. فالطبيب يطمح الى تغيير وضعه المهني والمعنوي وخاصة المادي الذي يعتبره الاطباء متدهورا قياسا بالطاقة الشرائية، فمن غير المعقول ان يكون اجر الطبيب الساهر على صحة الناس في حدود ألف وخمسمائة دينار في ظل موجة غلاء الاسعار وظهور طلبات حياتية جديدة... لأنه ببقاء مثل هذا المستوى من التأجير سيضطر جميع الاطباء الى المغادرة نحو القطاع الخاص الذي قد يوفر لهم حدا أدنى من مقومات العيش المعقول. من كل صوب جاء الاطباء والصيادلة محملين بهموم كثيرة، أنصت اليهم الاخ رضا بوزريبة مبديا جميل تشيجعه لهذا المكتب التنفيذي النشيط الذي يتحرك في الاتجاه الصحيح خدمة للقطاع، ومؤكدا ضرورة الانتباه دائما الى مزالق الركائز الاساسية للنظام الليبيرالي الذي يسعى باستمرار الى تعويم منظومة التشغيل والعمل على الامعان في هشاشة بنيتها حتى يبقى القطاع الخاص ورأس المال هو المتحكم الرئيسي في قوة العمل.