هيلاري كلينتون مستاءة .. وحزينة وباراك أوباما يهدد وبتوعد ويبعث بالتعليمات ويعطي الأوامر ... الولاياتالمتحدةالأمريكية بمحافظيها الجدد والقدامى، بكافة وزارائها وسفرائها ومسؤوليها لا هم لها ولا شغل سوى إطلاق سراح المقرحي من طرف الحكومة الأسكتلندية وبأمر من وزير عدلها لأسباب انسانية. اننا لم نستبشر خيرا بذهاب العانس كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومجيء هيلاري كلينتون لتأخذ مكانها، ولكننا ظننا أن هذه الأخيرة ستكون أقل كرها وحقدا على العرب والمسلمين، وخلنا ان الساكن الجديد للبيت الأبيض، باراك حسين سيعتذر للعالم عما اقترفه سلفة بوش الابن من جرائم في حق شعوب كثيرة، فإن هذا القرار الانساني لم يعجب أسد الغاب، أليس العالم كله غابا يحكمه أسد الولاياتالمتحدة المتغطرسة؟ ولما لم يجد به بدا من منع إطلاق سراح المقرحي أرسل أوباما بأوامره للسلط الليبية بأن لا يستقبل المقرحي استقبال الأبطال، وأن يوضع تحت الاقامة الجبرية .. هكذا كان موقفه من الموقف الانساني للاسكتلنديين متناسيا الموقف الانساني للسلط الليبية والمتمثل في اطلاق سراح الممرضات البلغاريات اللاتي اقترفن جرما في حق الأطفال الليبيين حين تعمدن قتلهم و هو ما يستحقون عليه الحكم بالإعدام ورغم ذلك هاهن يتمتعن بالحرية المطلقة، ويستقبلن استقبال الأبطال ولم تأت التعليمات للسلط البلغارية ليقع وضعهن تحت الإقامة الجبرية .. فأين كنت آنذاك يا سيد البيت الأبيض ؟ وانت يا هيلاري فإن علم النفس يقول ان الانسان عندما يمس في شرفه وتخدش كرامته من طرف قريب له وعزيز عليه، فإنه بحقد على الآخرين وينتقم من أي كان، وها انك تنتقمين وتبتهجين كلما علمت بسقوط الضحايا من العراقيين والأفغانيين والفلسطينيين وغيرهم بسبب خيانة زير النساء الرئيس الأمريكي الأسبق زوجك المدعو كلينتون لك مع متربصة البيت الأبيض «مونيكا» وها ان الجو يخلو له لتصبح له المئات من مثيلات مونيكا». كنا نتوقع من السيد أوباما أن يحد من تلك الجرائم ويضمد الجراح وإذا به يواصل على نفس النهج أرضاء للأمريكيين البيض الذين لم يستوعبوا ولم يقتنعوا حتى الآن ان بيتهم الأبيض يسكنه سيد أسود وهاهم ومنذ انتخابه رئيسا لبلادهم بدؤوا يبحثون عن مختلف الوسائل لاخراجه منه حتى ولو أدى ذلك لاغتياله، وهاهم يبحثون وينقبون ليدعوا (وربما هي الحقيقة) ان أوباما ليس من مواليد أمريكا فلاحق له إذن في رئاستها. لقد نسي الرئيس الأمريكي الجديد ما وقع ويقع للعراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين والصومال والسودان واليمن وغيرها ومئات آلاف الضحايا الأبرياء الذين ذهبوا نتيجة غطرسة الولاياتالمتحدة ولم ينس بضعة أمريكيين ماتوا في حادث طائرة واتهموا المقرحي باسقاطها وها هو يصرح بعد إطلاق سراحه أنه يملك أدلة تثبت براءته . ورغم ان الأطباء الأسكتلانديين صرّحوا ان المقرحي سوف لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر بسبب الداء الخبيث الذي أصابه، وأن الانسانية والأخلاق والضمائر الحية تقتضي إطلاق سراحه ليقيم ايامه المعدودات في بلاده.