تتفاقم ظاهرة التسول بصفة ملحوظة في وسط مدينة صفاقس مما يبعث على الحيرة و التساؤل هل أن المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و المعيشي وصل إلى حد متدني إلى أقصى درجة؟ أم أن التسول أصبح حرفة يمتهنها العديد من المواطنين لتحصيل لقمة العيش؟ وهل أصبحت مدينة صفاقس الوجهة المفضلة لهؤلاء المتسولين؟ فالملاحظ أن أساليب و طرق التسول قد تعددت فالمتسولون يدعون المرض لأنفسهم أو لأحد من أقاربهم، وفي الغالب يكون معهم شهادة أو وصفة طبية للادلاء بها و يطلبون أموالا لشراء الدواء و للتكفل بمصاريف العلاج و منهم من يدعي أنه من مدينة أخرى و يحتاج إلى بعض الأموال لركوب القطار أو سيارة الأجرة للعودة إلى مسقط رأسه. و هناك فئة متقدمة في السن من المتسولين الذين يدعون العجز و يقفون في المفترقات المرورية و عند الأضواء لطلب المساعدة من أصحاب السيارات الذين يقفون في انتظار الضوء الأخضر. و هناك من المتسولين أطفالا يرتدون أثوابا رثة تجدهم في كل مكان خاصة بالقرب من المصحات الخاصة يجوبون الشوارع و يطلبون المال ممن يعترضهم. و هناك أيضا الأرامل السوريات و أطفالهن الذين يقفون عادة أمام المساجد لطلب ما تيسر من الأموال قبل و اثر الصلاة. هذه بعض العينات من المتسولين في مدينة صفاقس. و إن كانت الحاجة هي السبب الأساسي لتفاقم هذه الظاهرة فان البعض من الحالات تثير الشكوك في امتهان أصحابها لهذه الحرفة و المقلق في الأمر خاصة هو استغلال الأطفال لتعاطي هذه المهنة فعدد الأطفال المتسولين يتزايد من يوم لآخر بصفة لافتة للانتباه. فهل حان الوقت للسلط و الجمعيات خاصة تلك التي تعنى بحقوق الطفل للانتباه لهذه الظاهرة و ايجاد الحلول العاجلة لها.