تونس (وات) - تحول بهو قصر العبدلية بالمرسى مساء الاحد الى حلبة رقص تداولت على اعتلائها كل من الفرقة الوطنية للفنون الشعبية ومجموعتا هيفاء بوزويتة للرقص الشرقي وعماد جمعة ل"الهيب هوب" وذلك احتفالا باليوم العالمي للرقص الموافق يوم 29 افريل من كل سنة. هذا العرض الفني الراقص الذي سجل حضور عدد من المولعين بالرقص والمثقفين يتقدمهم السيد مهدي مبروك وزير الثقافة ، انتظم ببادرة من اللجنة الثقافية الوطنية تحت اشراف الوزارة تخلله اقامة معرض توثيقي لصور وملابس تجسد المسيرة الفنية للفرقة الوطنية للفنون الشعبية على مدى اكثر من نصف قرن من الابداع وذلك تكريما لهذه الفرقة العريقة. وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء افاد مدير ادارة الموسيقى والرقص فتحي العجمي ان الاحتفال باليوم العالمي للرقص يتم لاول مرة في تونس "بمثل هذا العرض الفني الذي اردناه تأكيدا على دعمنا للمشاريع الكوريغرافية والمهرجانات التي تهتم بالرقص " مشيرا الى ان الادارة منكبة حاليا على هيكلة الفرق المرجعية في الرقص ومن بينها الفرقة الوطنية. وقد بعثت هذه الفرقة في ستينيات القرن الماضي(1962) لتحافظ على التراث الشعبي وتثريه من خلال لوحات إبداعية تجمع بين عذوبة النغمات ورقة الحركات التعبيرية وانسجامها مع الأزياء التقليدية الأصيلة. وتبوات هذه الفرقة مكانة مرموقة في كل المحافل الفنية الوطنية والدولية واحرزت ولا تزال على العديد من الجوائز والميداليات وشاركت في إحياء الاسابيع الثقافية والسياحية التي تنظمها تونس في اطار التبادل الثقافي مع كل البلدان العربية والاجنبية. العرض الفني جمع بين لوحات الرقص الشعبي والشرقي والهيب هوب حيث استمتع الحضور في بداية السهرة التي تواصلت على امتداد ساعة ونصف رغم هطول المطر بمشاهدة لوحات راقصة لمجموعة عماد بن جمعة جسد من خلالها ثلة من الشبان والشابات رقصات تعبيرية تعكس صراع الانسان مع نفسه ومع محيطه من خلال تناغم بين ايقاعات الموسيقى الصاخبة حينا والهادئة حينا اخر وحركات هؤلاء الشباب على الركح. وفسح المجال اثر ذلك الى الراقصة المبدعة هيفاء بوزويتة التي قدمت لوحات للرقص الشرقي على إيقاعات اغان للعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ وسيدة الغناء العربي ام كلثوم والفنانة المطربة وردة الجزائرية. اثر ذلك قدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وسط تصفيق حار من الحضور خمس لوحات تناغمت فيها ايقاعات المزود والطبلة مع حركات الراقصين والراقصات الذين ارتدوا ملابس تقليدية اصيلة كانت هي الاخرى مرآة عاكسة لعناوين اللوحات وهي /الفرسان وسولو رقص والطبالة والمحارم والفلاحة/. وتاتي مساهمة تونس في الاحتفال باليوم العالمي للرقص يوم 29 افريل في اطار عضويتها لليونسكو التي ترى ان الرقص جزء اساسي من الثقافة الانسانية بما جعل مجلس الرقص العالمي وهو منظمة تابعة لليونسكو تقر يوم 29 افريل من كل سنة يوما عالميا للرقص تخليدا لذكرى جان جورج نونبر (ولد في 29 افريل 1727 بباريس ) وهو استاذ رقص الباليه ومصمم رقصات عالمي.