تعالت الأصوات هذه الأيام، خافتة ثم صارخة، وكادت تتحول إلى منابر صاخبة، مُتسائلة عن أسباب ومبرّرات التمسّك بانتخاب مجلس تأسيسي، كمرحلة انتقالية نحو انتخابات برلمانية ورئاسية، وما يتداعى عن هذا التوجه من أعباء مالية مضاعفة يعسر على المجهود الوطني (...)
يتداول الرواة منذ ما يقرب عن قرن ونصف من الزمان، أن الثائر علي بن غذاهم، وقد أتى عروش الحوافظ من الفراشيش نصب نفسه بايا على البلاد وكاتب العديد من القبائل داعيا إياهم الى مبايعته فأجابه أخلاط منهم. ولما وصلت رسالته الى امحمّد كوكا صاحب زاوية (...)
يعيش الاشقاء في ليبيا، يوميا، تحت وابل من القنابل التي لا تفرّق بين العساكر النظامية والثوار والمدنيين العزّل، وهي التي تطلق بقرار أممي ل:«حماية المدنيين» (شدّوا أحزمتكم)! وفي اليمن تحوّلت الاعتصامات الحاشدة المنادية برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، (...)
تهاطلت عليّ أسئلة القراء الكرام وغمرتني استفسارات الإخوة والاصدقاء والرفاق، وكلهم يريدون معرفة الأسباب التي جعلتني أربط، جدليا، في مقالي يوم أمس، بين سعي الأستاذ مصطفى الفيلالي في طرح مقارباته الفكرية والسياسية، وخاصة تلك المتعلقة بدستور ما بعد (...)
بلغ عدد الأحزاب المرخص لها من قِبل وزارة الداخلية، إلى حد الآن، واحدا وثمانين حزبا، وهو عدد مرشح للإرتفاع مع اقتراب موعد الانتخابات. وقد يكون هذا التناسل السريع والمكثف للأحزاب والحركات والمنظمات مؤشرا صحيا من شأنه أن يبعث روحا من التنافس في ساحتنا (...)
دأب الأمين العام للأمم المتحدة، الكوري الجنوبي، «بان كي مون» على التجني الصارخ والمفضوح على القيم والمبادئ المؤسسة للمنتظم الذي يشرف عليه، والمحددة لوظائفه وأهدافه. فهو يتعامل مع القضايا العربية الاسرائيلية بمكاييل مختلفة، إذ كلما تعرضت اسرائيل الى (...)
تُؤكّد وقائع التاريخ، في كلّ الأزمنة والأمكنة، ان الثورة إذا ما حادت عن أهدافها الأساسية وانحرفت عن مبادئها، لابدّ أن تجد قوى الثورة المضادة في انتظارها لتشرب كأس دمائها. فقُوى الردّة تترصّد عثرات الثورة ولا تتوانى في الانقضاض على أوّل فرصة تُتاح (...)
رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أخيرا، الاذن بنشر صور أسامة بن لادن مقتولا، ليؤجج الاشاعات التي انطلقت منذ لحظة إعلان اغتياله (انظر مقالنا يوم أمس). وللولايات المتحدة الامريكية حكايات طويلة ومثيرة مع صور القتل والتعذيب!
فعندما أعطى دونالد (...)
لن يهدأ الحديث عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وسيتواصل سنوات طويلة، كما ستحفّ به الشكوك والتأويلات والخرافات والأساطير، كما حفّت، من قبل، بانتحار هتلر واغتيال شي غيفارا، وكل الذين ألهبوا عقول الناس بإيديولوجياتهم وسلوكياتهم وحروبهم (...)
إنّ قراءة موضوعية مُتأنّية في مسيرة أسامة بن لادن الجهاديّة، تُحيلنا، جدليّا، على العديد من الحقائق التي طبعت جانبا هامّا من الصّراعات الايديولوجيّة والدينية في العالم خلال العشريات الثلاث الأخيرة. فزعيم تنظيم القاعدة الذي تحوّل، بعد أحداث الحادي (...)
روى المقريزي في كتابه «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار».. قال: «لما سار المأمون في قرى مصر، وكان يقيم بالقرية يوما وليلة، اجتاز بقرية يُقال لها طاء النمل، ولم يقم بها، فتوسلت اليه عجوز بالقرية في الاقامة فأسعفها، وأحضرت من لوازم نفقة الخليفة (...)
لا يمكن الحديث عن أدبيات الثورة، أو الإبحار المعرفي عبر ماهية الفعل الثوري، دون التوقف عند الكلاسيكيات الفكرية والأدبية التي عالجت وقائع الثورات، ووضعت لها المنظومات التنظيرية. فمن كتاب «ألمانيا: الثورة والثورة المضادة» لفريديريك إنغلز، الذي تناول (...)
أصبحت ثورات الحرية والعدالة والكرامة، المتأجّجة، لهيبًا، أو المُتّقدة جمرًا، في العالم العربي، مادّة إنتخابيّة أساسيّة، ومصدرَ أكثر المزايدات الشعبوية انحدارًا، في أمريكا وأوروبا. ففي فرنسا، التي تعيش على ايقاع المدّ المحموم للمتطرّفين، يشتدّ (...)
كتب المبدع الامريكي العظيم «جون شتاينبك» (1902 1968) مسرحيته الشهيرة «أفول القمر» للارتقاء بدلالات المقاومة الشعبية المشروعة الى أعلى درجات الواجب الانساني، والتأكيد على أن إرادة الانسان لا تقهر، فقد يكسب الطغاة معركة أو أكثر، ولكن الاحرار هم الذين (...)
انطلق العديد من الملاحظين والمتابعين للشأن العربي الرّاهن، في مراجعة مواقفهم من الثورات المضطرمة في المنطقة، وإعادة تصنيفها وتحديد الأسباب الحقيقية لاندلاعها. فقد هزّت الأحداث والوقائع والمستجدّات المتواترة، هذه الأيام، بسرعة فائقة على ساحات الثورة (...)
أسّس الغرب حضارته، وثبّت تفوّقه، اعتمادا على منظومة متكاملة من القيم والمبادئ، أهمها الحرية والعدالة والديمقرطية التي أعادت للفرد انسانيته، وأطلقت قواه وقُدراته، وفتحت أمامه مجالات الابتكار والابداع. واستفادت الشعوب الاخرى من هذا المدّ الحضاري (...)
ان اهتزاز كل فرنسا السياسية والاعلامية والفكرية والشعبية، اهتزازا مدويا، على ايقاع «حادثة» امرأة منقّبة تقود سيارة وسط مدينة باريس، يؤكد، بوضوح، ان الغرب أصبح في حالة دفاع هستيري، بعد أن كان يتباهى بأنه صاحب القوّة التي لا تقهر، والمناعة التي لا (...)
لاشكّ أن الحوار هو البوابة المُثلى للوفاق في المجتمعات الناهضة، وهو في أغلب الحالات، ضروريّ وحتميّ لمعالجة القضايا والمسائل المطروحة، إلاّ إذا ما حادَ عن سياقه الموضوعي، وانزلق إلى حيث متاهات الخلافات والمشاحنات وتصفية الحسابات الشخصية، واختلط، في (...)
تحيلنا ثورات الحرية والكرامة والعدالة، المضطرمة في المنطقة العربية على التاريخ الطويل لهذه الأمة المجيدة، وما يختزله من مآثر إنسانية وحضارية هائلة. وتذكرنا بمواقف بطولية عديدة احتضنتها الذاكرة، ثم رمت بها في زوايا ودهاليز النسيان، ولفتها بأردية (...)
كانت مدينة «شيراز» الايرانية غارقة في زهدها الظاهر، تجترّ ماضيها الزاخر بالاحداث والوقائع، وتتباهى بمعالمها ومواقعها وشواهدها التاريخية المتناثرة في كل مكان. كنت في ذاك الصباح الربيعي المشرق أتجوّل رفقة مفكّر اصلاحي ايراني معروف وسط حديقة الحافظية، (...)
كلّما تقدّم المدّ الثوري في البلدان العربية نحو مرافئ الحريّة والبناء الديمقراطي ازدادت خشية الغرب الأطلسي من صعود التيارات الاسلامية إلى سدّة الحكم عبر انتخابات حرّة لايمكن التشكيك فيها، فالأمريكيون والأوروبيون عمومًا يريدون ديمقراطية عربية بدون (...)
سقط حسني مُبارك، كما كان منتظرًا، بعد تشبّثٍ هستيري بكُرسّي الحكم، سقط الديكتاتور العميل، بعد صراع طويل مع كوابيسه التي أوهمًتْه بوُجود أملٍ في البقاء على سدّة الحكم، سقطت الدّمْية التي طَالمَا رقّصَتْها القوى الاقليمية والدّولية المناوئة للأمّة (...)