يسعى حزب نداء تونس منذ فترة إلى تسويق صورة طبيعية للحزب عسى ان ينجح ذلك في تغطية جزء من الحقيقة الصادمة الّتي كشفت مفارقة كبيرة بين ما يتمّ التسويق له و بين الحقيقة المرة . و شهد حزب نداء تونس منذ فوزه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لسنة 2014، عدة نزاعات داخلية فضلا عن العديد من الاستقالات في صفوف مديريه التنفيذيين و لا يزال هذا الحزب يعيش على وقع الصراعات مخلفا وراءه ازمة من نوع ثاني عُرفت بأزمة الشقوق . و من المتوقع ان تؤثر الازمات التي يعيشها النداء على أدائه في المعترك الانتخابي ، خاصة و ان جلّ المراقبين للشأن العام في البلاد أقرّوا بفشل الحزب في الحفاظ على الثقة التي منحها إياه مناضلوه في الجهات وهو ما تُترجمه الاستقالات التي عصفت بالحزب في الفترة الأخيرة . و اعلن النائب بالبرلمان عن حزب نداء تونس ، حسام بونني ، المنتخب عن دائرة نابل1 ، في شهر فيفري الماضي، استقالته من الكتلة البرلمانية لحزبه و تعليق نشاطه الحزبي بعد ان وضعه حزبه، دون علمه، على رأس قائمته في الانتخابات البلدية المقبلة عن بلدية منزل تميم (ولاية نابل) ، لكن الحزب رفض قبول استقالته في سابقة في تاريخ الكتلة ،حسب ما اكده النائب حسان بونني . واشار بونني في تصريح ل"الشارع المغاربي"، أمس الخميس 8 مارس 2018 إلى أنه سحب استقالته رغم تواصل معارضته من ناحية المبدأ لترشيح إمرأة على راس قائمة الإنتخابات البلدية في الجهة دون الرجوع إليه واستشارته. وأكد أن :"نواب الكتلة وقيادات من أعلى مستوى في الحزب وشخصيات وطنية في الحزب وخارجه اتصلت به وأكدوا له أن ما حصل خطأ طالبين منه عدم مغادرة الحزب" على حد تعبيره. وتحدث النائب عما أسماه ب"ضغط من قواعد الحزب بالجهة" قائلا "اتصلت بي القواعد وقالوا لي "ارجع وركح الامور وماتصعدهاش واحنا معاك" مشيرا إلى أنه بناء على ذلك تراجع عن الإستقالة. و يرى مراقبون إن الصورة الحقيقية أو الصورة القريبة من الواقع تكمن في أن حزب نداء تونس، وبقطع النظر عن التفاصيل، هو حزب فشل فشلا ذريعا في امتحان الحكم وفقد ثقة الناس سواء من انتخبه أو من فكّر في انه كان يمثل البديل لحكم الترويكا. لكن المصيبة أن فشل هذا الحزب لن يقف تأثيره السلبي على الندائيين أو على من كانوا ندائيين وإنما على الحياة السياسية في البلاد ككل. و يذهب المحللون في الشأن العام إلى اعتبار ان نداء تونس غرق في نداءات الحرب على الاستحواذ على مواقع القرار داخله وفضل تقديم الاهتمام بمشاكله الداخلية التي لا تعني الكثير من التونسيين على الاهتمام بمشاكل التونسيين التي ما انفكت تتعقد في ظل استخفاف بأمانة الحكم حتى استفحلت في غالبية التونسيين حالة إحباط من أداء الأحزاب ومن مدى جديتها في تحسس خطورة الأوضاع العامة.