بكل المقاييس فإن تعادل مساء الأحد أمام ترجي الجنوب فوق ميدانه وأمام جمهوره يعتبر نتيجة إيجابية بتجاوز حدود النقطة الحاصلة ليشمل التأثير المعنوي الجيّد صلب الفريق في مستهل انطلاق مرحلة الاياب لأنه كشف عن ردّة فعل ايجابية للغاية من اللاعبين، وهو ما يجعل جماهير الاخضر والأبيض تنتظر مردودا أفضل ونتائج أحسن خلال بقية مشوار البطولة. ما انفك اللاعب برهان غنام يؤكد حسن استعداداته وامكانياته العريضة، مردود هذا اللاعب عرف تطوّرا ملحوظا منذ قدومه للشبيبة، وهذا النسق التصاعدي نتج عن انضباط وجديّة يؤكّدان حرص هذا اللاعب وعزيمته على البروز مع الاخضر والأبيض بعد تجربة فاشلة مع النادي الافريقي... غنام سجل أول أمس في جرجيس رابع هدف له منذ انطلاق البطولة والملفت للانتباه أن الأهداف الاربعة كانت سجّلت بطريقة فنية رائعة بما يؤكد المؤهلات الفنية الكبيرة لهذا اللاعب. وجماهير الشبيبة مازالت تنتظر منه الكثير والكثير في قادم الجولات. مردود طيّب للمنتدبين الجدد في أوّل ظهور رسمي لهم بألوان الاخضر والأبيض قدّم الثلاثي: حسين جابر وحسني الدردوري والصديق جبنون مردودا طيّبا في الجملة، وكانوا في مستوى ثقة الجهاز الفني بغض النظر عن عامل الانسجام الذي مازال يعوق هؤلاء اللاعبين الذين إلتحقوا مؤخرا بالمجموعة (خلال الميركاتو الشتوي)... ورغم أن المهاجم الصديق جبنون أضاع هدفا سهلا لما كان وجها لوجه مع حارس الترجي الجرجيسي وكانت الشبيبة انذاك متقدّمة في النتيجة، فإن هذا اللاعب كان من أبرز اللاعبين في المباراة بفضل حركيته وسرعته التي أقلقت كثيرا دفاع العكّارة، وكان وراء الهدف الرائع الذي سجّله برهان غنّام في مطلع الدقيقة الخامسة من اللقاء. ثقافة الانتصار كان بامكان الشبيبة حسم نتيجة اللقاء منذ الشوط الاول بعد أن توفّرت ما لا يقل عن 4 فرص سانحة للتسجيل لكن الميساوي وحسين جابر والصديق جبنون وماهر عامر عجزوا عن التهديف رغم وجودهم في مواقع مناسبة، وهو ما جعل المنافس يعود في اللقاء في الشوط الثاني حيث عدّل النتيجة وكان بإمكانه تحقيق الفوز... مشكل ثقافة الانتصار عانت منه الشبيبة خلال مرحلة الذهاب بعد أن أضاعت عديد النقاط الثمينة على ميدانها او خارجه... والمدرّب مراد محجوب مطالب بمعالجة هذه النجاعة المفقودة حتى يكون الفريق أكثر ثقة في امكانياته. الدفاع... مرّة أخرى كنّا أكّدنا كثيرا خلال مرحلة الذهاب على وهن وضعف محور الدفاع الذي قام بعديد الأخطاء التي كلّفت الشبيبة إهدار نقاط ثمينة... الدفاع وحراسة المرمى لا يزالان يقومان بأخطاء بدائية... وها هو الفريق يدفع الفاتورة باهظا... والطريقة التي قبلت بها الشبيبة هدف التعادل أفضل دليلا فلا الدفاع كان جاهزا ومركزا خلال اللقطة... ولا الحارس اختار التوقيت المناسب للخروج ليترك مرماه فارغا ويسمح لمهاجم جرجيس برفع الكرة بالجميع لتستقرّ في شباك بن رجب في غياب التغطية على الخط النهائي للمرمى.