أنشأه الأمير العثماني محمد باي لتقام فيه الصلاة على مذهب أبي حنيفة النعمان وهو المذهب الرسمي للدولة العثمانية سنة 1094 هجرية... وقد ذكرت عديد المصادر التي أرخت للفترة العثمانية أن هذا المسجد من مآثر محمد باي بناه للحنفية ولإقامة الصلوات الخمس والجمعة والعيدين مع أنه كان في حالة ضيق شديد ومفرط محاصرا بالقيروان من قبل أخيه علي باي». وقد أمكن للدكتورة والمهندسة السورية السيدة نجوى عثمان والتي درست تاريخ مساجد القيروان على أثرين هامين يؤرخان لهذا الجامع الحنفي أو «الباي». ففي الجدار الجنوبي للقبلة لوحة معلقة بين المنبر والسدّة كتب عليها «بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم». للّه جامع بالاشراف قد ظهروا... وحسنه وبهاءه حير الفكرا... قد حف بالعلم والقرآن والأنوار... كم جميل وخيرات به ظفرا... به صهاريج من ماء آمن... فما أشفاه من فاق في معروفه الأمرا... «محمد باي» من شاءت بمآثره... نيل مراده به كل الورى افتخرا... في عام تسعين مع ألف وأربعة... تم البناء به شعبان واشتهرا... وقد نفذ هذا المسجد فوق أسواق تجارية كانت موقوفة عليه «حبس» ويقع في قلب مدينة القيروان القديمة ويشرف على معظم أرجاء المدينة الأغلبية.