يعاني متساكنو الجداورية الجبل على بعد حوالي 3 كلم من منطقة الاسودة من معتمدية سيدي بوزيدالشرقية جملة من المشاكل نغصت عليهم حياتهم وارهقت كاهلهم تتقدمها مشكلة الماء الصالح للشرب والعزلة المفروضة عليهم بسبب سوء حالة المسلك. فهذا المسلك الذي يربطهم بأقرب منطقة (الاسودة) يتحول الى برك من المياه كلما هطلت الامطار فضلا عن تواجد الخنزير الوحشي الذي يلازمهم ليلا نهارا داخل طوابي الهندي المنتشرة بكثافة حول المتساكنين وما يشكله من خطر دائم على ارزاقهم.
«الشروق» تحولت الى عين المكان ورصدت معاناة الاهالي فكان النقل التالي: السيدة رقية جدراوي افادت انهم يعيشون مأساة حقيقية بسبب قلة ماء الشرب ومياه الاستعمالات المختلفة حيث يقضي السكان معظم وقتهم في البحث عن قطرة ماء مضيفة ان المياه التي يقع جلبها من الابار القريبة او تلك التي يتم تجميعها من اسطح المنازل بعد نزول الامطار اما تكون ملوثة او كريهة وقد تأذى منها الكثير من متساكني الجهة ومرض بعضهم ولم يستجب احد لنداء الاهالي.
من جانبه السيد الطيب جدراوي اوضح ان مشكلة متساكني الجهة تنحصر في الماء وهي اهم المشكلات الموجودة حاليا رغم عديد المطالب المتضمنة لاستغاثة سكان الجداورية ورغم عديد المراسلات والتشكيات للسلط المحلية والجهوية الا ان الجواب دائما واحد مماطلة ووعود زائفة. واضاف السيد الطيب ان اقرب انبوب للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لا يتجاوز بعده عن المنطقة 400 متر الا ان السلط المحلية لم تتدخل بجدية لحل ازمة الماء لدى متساكني الجداورية رغم تحول معتمد المنطقة على عين المكان ووعده بحل المشكل الا ان ذلك لم يحصل.
مما زاد الطين بلة هو صعوبة نقل المياه من الابار القريبة بسبب الحالة المزرية للمسلك الوحيد الرابط بين دشرة الجداورية ومنطقة الاسودة وفق ما افاد به السيد ناجح جدراوي مبينا انهم يعيشون عزلة تامة خاصة مع نزول الامطار حيث يتحول الطريق الى برك من المياه يعجز معها المتساكنون وخاصة التلاميذ عن الالتحاق بمراكز عملهم او المؤسسات التعليمية كما اشار السيد ناجح الى ان حالة العزلة هذه كانت سببا في مآس كثيرة خاصة في حالات المرض الاستعجالية بسبب صعوبة الوصول الى احد المراكز الصحية جراء عدم وجود طريق يصلهم بأقرب منطقة.
أما السيدة شهيبة جدراوي فقد تحدثت عن معاناة التلاميذ الذين يقطعون حوالي 5 كلم ذهابا وايابا للالتحاق بمدارسهم عبر مسلك كله مخاطر قائلة: «إنها رحلة عذاب تتكرر يوميا طيلة موسم دراسي عبر مفاجآت الخنزير الوحشي الذي يتهددهم كل لحظة فهذا الزائر غير المرغوب فيه الذي اصبح يهدد حياتنا نتيجة تكاثره بصفة كبيرة رغم توخي الحذر إلا أنه كثيرا ما تكون محاصيلهم الفلاحية عرضة للإتلاف».
واضافت السيدة شهيبة انه رغم تشكياتهم للسلط الجهوية والمحلية والمندوبية الجهوية للفلاحة من خلال ايجاد طريقة للتقليص من تكاثر هذا الحيوان عبر اعتماد موسم مفتوح لصيده كما حملت المسؤولية للإدارة الجهوية للتجهيز التي لم تعمل على ازالة طوابي الهندي المنتشرة بكثافة داخل وحول الدشرة والتي كثيرا ما كانت ملاذا للزواحف والخنازير.