بسم الله الرحمان الرحيم هذه الأيام التي نعيشها هي أيام انطلاقة شرارة الثورة التي فجرها محمد البوعزيزي برفضه للأغلال التي كبل بها الشعب التونسي خلال عقود فاستشرى الخوف من المؤسسة الأمنية التي كانت تتعامل بالتعليمات من النافذين دون مراعات للقانون المؤسسة القضائية لم تكن تختلف في تعاملها مع فئات من الشعب بالتجريم والعقاب للاختلافات السياسية هذا الخوف عطل طاقات كثيرة من أبناء تونس على الفعل والإبداع وكذلك فرض أسلوبا من التعامل بين المواطنين يغلب عليه النفاق هذه الأغلال كسرتها الثورة وأعادت للمواطن كرامته وللقانون سلطته دون تحيز لأي جهة هذه السنة من عمر الثورة بنيت فيها مؤسسات شرعية من مجلس تأسيسي ومؤسسة الراسة والحكومة هذا البناء متين لما ارتكز عليه من انتخاب حر ونزيه سيعيد الثقة بين المواطنين والوزارة الجديدة إذا أحسنت الحكومة إدارة المرحلة القادمة من الألويات التي تعيد الثقة بين المواطن والإدارة الجديدة هو تشريكه في مراحل التنمية من قريب وعملية التشريك تختلف بين الريف والمدينة إذا أخذت كمثال جهة سيدي بوزيد التي أغلبيتها أرياف ومواطنو هذه الأرياف غير مشركين في أي قرارات لأن المؤسسات القديمة للنظام السابق من شعب وعمادة ومعتمديات لم تبق لها فاعلية واليوم لا نزال في مرحلة انتقالية ولم تبن مؤسسات جديدة فلا بد للحكومة الجديدة من إيجاد هياكل وقتية وكذلك التعامل مع الجمعيات التي تأسست للعمل في مجال التنمية هذه الهياكل والجمعيات تتعاون في مسح هذه الأرياف وتشريك المواطنين في أيام دراسية لإعداد كراس للتنمية يكون الأساس للمشاريع التنموية هذا التشريك سيعين الحكومة على كسب ثقة المواطنين ودفعهم للمساهمة في البناء وسيعزل كل الفآت التي لا تريد البناء والتنمية إن الفراغ الذي أحدثه غياب الهياكل القديمة شجع على استشراء الإشاعة ومن ورائها الحرق والإتلاف للمؤسسات العمومية إن البناء والتنمية الذي سيكون عنوان هذه المرحلة لا يكون فوقيا بل يشرك فيه كل المواطنين حتى تبنى الثقة بين الوزارة الجديدة والشعب