مراد رقيّة : وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الانتقالية تحترف اغتيال القانون عبررئيس جامعة سوسة لقد كنت تناولت في مقالات سابقة المهزلة الانتخابية التي احتضنتها كلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة بتغطية مباشرة وأكيدة من رئاسة جامعة سوسة،وتمثلت أركان هذه المهزلة في تقدم قائمة وحيدة طبقا للمنشور الوزاري المكرّس لاغتيال مبدأ الانتخاب المباشر مما جعل الجامعيين يعتبرون بأن وزارتهم قد اصطفت بصفة واضحة ولا لبس فيها ضد مسار ثورة الكرامة والحرية،ثورة14جانفي2011 والغريب أن الوزارة الانتقالية قد وجدت من الزملاء والزميلات من يسّر لها تحقيق مآربها ولعل أولها الالتفاف على مكاسب الثورة داخل الجامعة التونسية وتحديدا كلية الآداب بسوسة.ولعل من نوائب الدهر وجود أسماء لامعة ضمن القائمة المكرسة للالتفاف على النهج الثوري مثل الأستاذ عدنان منصر،المواطن الحر،عضو هيئة تحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي،والشاعر القدير المنصف الوهايبي مما خلط الأوراق وأربك المشهد،فكيف التف هؤلاء الزملاء والزميلات بكل هذه السهولة والأريحية على مطامح والأحلام القاعدة الأستاذية العريضة في تركيز جامعة وطنية ديمقراطية تقطع مع الاملاء الاداري وسلطة الأمر الواقع البغيضة. لم تحصل هذه القائمة التي ترأسها الأستاذ القدير المختص في الحضارة والمستشار السابق لأكثر من وزير للتربية الا على نسبة النصف من ممثلي الصنف"أ" أي على 15صوتا من مجموع ثلاثين،وعلى 28 صوتا من الصنف"ب" الذي بلغ عدد الناخبين فيه148. السؤال الذي يطرح هنا هل تعمدت جامعة سوسة اعتماد هذه النتائج فجاء رئيسها لتنصيب المجلس العلمي ذي الثمانية أعضاء برغم وجود اشكال قانوني تمثل في تقلص عدد أعضاء هذا المجلس الانقلابي الأعرج من ثمانية الى سبعة فقط بعد تولي الأستاذ المنصف عبد الجليل خطة العمادة؟؟؟ ولعل المكتوب المرسل بتاريخ اليوم السبت9جويلية زاد في دعم الصيغة الانقلابية التي شرعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المؤقتة عبر رئاسة جامعة سوسة،هدا المنشور الحامل لرقم08929 والموجه الى عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية والذي أدرج لكم مضمونه كاملا: الموضوع/حول استكمال تركيبة المجلس العلمي* تحية طيبة، اعتمادا على النقطة"أ" من الأحكام العامة الواردة بمنشور السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المؤرخ في 11 جوان2011،وفي اطار استكمال تركيبة المجلس العلمي من ممثلي اطار التدريس والبحث صنف"أ" تنظم جامعة سوسة انتخابات جزئية حسب الرزنامة التالية حق الترشح/ ينحصر حق الترشح في المدرسين المباشرين المنتمين الى الصنف"أ"* تقديم الترشحات/ يومي الاثنين والثلاثاء11و12جويلية2011 من الساعة التاسعة صباحا الى الساعة الواحدة بعد الزوال* تعليق قائمة المترشحين*/يوم الاربعاء13جويلية2011 على الساعة التاسعة صباحا /الاقتراع والفرز* يوم الخميس 14جويلية2011 من الساعة التاسعة صباحا الى الساعة الواحدة بعد الزوال،ويتم الفرز مباشرة اثر انتهاء عملية الاقتراع كما يتعيّن المحافظة على الاجراءات الخاصة بالانتخابات كما هو منصوص عليها بمراسلتنا عدد7728 المؤرخة في 15جوان2011 والسلام رئيس الجامعة الأستاذ أحمد نور الدين هلال ويبدو بأن هذا المكتوب الذي كشف المستور من خلال تنصيب المجلس العلمي الأعرج برغم عدم استيفءه الشروط القانونية لوجود نقص مبدئي في تركيبة ممثلي السلك"أ"وتوجد نقطة أخرى في غاية الخطورة هي أننا لا حظنا وجود أساتذة غير مباشرون يعملون في اطار التعاون الفني في السعودية وفي سلوفينيا مكنوا من الادلاء بأصواتهم دعما لهدا الفريق الأقلوي الأعرج؟؟؟ السؤال الخطير الذي يتبادر الى الذهن من خلال ملابسات هذه المهزلة الانتخابية السيئة الكتابة والاخراج هو كيف يمكن لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي المؤقتة اغتيال القانون في وضح النهار والتغطية على المخالفين في صلب جامعة سوسة وكلية الآداب،وكيف يمكن السماح لأساتذة غير مباشرين الادلاء بأصواتهم تأكيدا لعملية التلاعب والتحايل الفجة التي عايشتها كليتنا المغدورة المصابة في مقتل من أعداء الثورة صلب الوزارة والجامعة وخاصة الزملاء المصنفين ثوريين