"الّي عندو فانة يسكرها".. وقريبا ستغلق كل الفانات.. بعد الفسفاط والمجمع الكيمياوي والبترول سيأتي الدور لاحقا في بقيّة الجهات بالوسط والشمال الغربي للسيطرة على فانات الماء والكهرباء والغاز.. الخ والتحكّم فيها ومساومة الدولة وابتزازها لارجاعها. قريبا وبعد أن تغلق وتحتل كل"فانات" الانتاج ويعلن الانهيار الاقتصادي الشامل في البلاد ستفتح على مصراعيها كلّ "فانات" الفوضى والعنف والارهاب. نحن لا نتنبأ ولسنا: بضاربي الودع" فكذلك سارت الأمور في كل الدول المفككة الفاشلة، بدأت احتجاجات تحت عناوين براقة؛ الثورية، المظلوميات التاريخية والجهويّة، استعادة الحقوق المسلوبة والتمرد على السلطة المركزيّة، لتكون المآلات في ظل ضعف الدول وتفسخ السلطة الحاكمة وخيانة النخب السياسية والاحزاب وتواطئها مع الغوغاء لنيل أصواتهم الانتخابيّة وتفادي غضبهم انهيار الدول وتعويض سلطتها بسلطة القبيلة والجهة والطائفة.. الحقيقة التي يجب أن تقال بكل وضوح ودون مجاملة وبقطع النظر عن النوايا الطيبة لشباب "الفانات" اينما كانوا من تطاوين الى بنزرت، تونس تتفكّك أمام أعيننا والدولة تفقد هيبتها وسيطرتها على مقدراتها وأقاليمها وكلّ ذلك باسم الشعبويّة والثورجيّة والمظلوميات الجهويّة والانتقال الديمقراطي "السلس" الفاشل وصراع اللوبيات في الداخل والخارج للسيطرة على السلطة.