الوزير الأول: "ارتياح لإقبال التونسيات على الاختصاصات الهندسية والتكنولوجية" رئيس الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسي:"مساهمة المرأة في القطاعات الهندسية والتكنولوجية ضرورة لتطور البلدان وتحريك التنمية" افتتحت بتونس صباح أمس «الندوة الدولية حول دعم تواجد المرأة في الهندسة والتكنولوجيا» بأحد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة. وتعتبر هذه الندوة التي تتواصل على مدى يومين أكبر تجمع هندسي وتكنولوجي حيث جمع ما يزيد عن ال500 مهندس ومهندسة ومسؤول دولي في القطاع التقوا بدعوة من الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية الذي تترأسه تونس ممثلة في شخص الأستاذ كمال العيادي رئيس الاتحاد. وشهد هذا الحدث الذي وضع تحت اشراف سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي حضور عديد الشخصيات الدولية أبرزها السيد ووتلر إيردلن نائب رئيس منظمة اليونسكو والسيدة إلين ساوبربراي مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية وعديد الشخصيات الفرنسية والأمريكية والإفريقية. وفي كلمته الافتتاحية أكد السيد محمد الغنوشي الوزير الأول أن تنظيم هذه الندوة الدولية يكتسي أهمية بالغة باعتباره يمثل الانطلاقة الفعلية لبرنامج الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية حول «المرأة في العلوم والتكنولوجيا» ولكونه محطة بارزة في سياق الجهود التي تبذلها الكفاءات الهندسية الدولية لتعزيز الوعي بأهمية كسب رهان المساواة بين الجنسين في الأخذ بأسباب المعرفة والتحكم في تقنيات العصر. وقال الوزير الأول أن اختيار الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية لهذا الموضوع محورا لندوته يقيم الدليل على تنامي الوعي بخطورة الفجوة المعرفية والرقمية والتكنولوجية التي أصبحت تفصل لا فقط بين الأمم المتقدمة والنامية بل كذلك بين المناطق في البلد الواحد والجنسين أيضا باعتبار أن المساواة بين المرأة والرجل في حقل التكنولوجيا لاتزال دون الهدف المنشود. وذكر السيد محمد الغنوشي أنه وبقدر الحاجة الملحة لتمكين كافة الشعوب دون استثناء من مسايرة التحولات التكنولوجية والاستفادة منها، فإنه لا تنمية ولا تقدم دون تجسيم المساواة في حظوظ المعرفة بين الرجل والمرأة. تكافؤ الفرص بين الجنسين وأشار إلى أن تونس جعلت في ضمان تكافؤ الفرص بين الجنسين خيارا جوهريا وكثفت من الاصلاحات والاجراءات للارتقاء بالمرأة إلى المنزلة التي هي بها جديرة ودعم مكانتها في الأسرة وفي المجتمع وتعزيز مساهمتها في المجهود التنموي في إطار مقاربة قوامها تكريس المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة. وعدد الوزير الأول ما توفر للمرأة في مجال التعليم وما تم اقراره من اصلاحات في طريق إحلال الجودة في التعليم عبر تعميم مادة الاعلامية في التعليم الثانوي وفي مراكز التكوين المهني ودعم اللغات الأجنبية، وكذلك في التعليم العالي الذي شملته عديد الاصلاحات مثل تطوير المناهج وتعصير البرامج واحداث المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية. وأكد السيد محمد الغنوشي ان التعليم الهندسي يحظى أهمية متزايدة تتجلى أساسا في الاصلاحات التي فتحت آفاقا جديدة لتكوين المهندسين وتعزيز قدراتهم على استيعاب التكنولوجيا الحديثة واحكام توظيفها لخدمة التنمية. واعتبر السيد الوزير الأول أن هذه الاصلاحات عززت قيمة الشهادات العلمية الهندسية ودعمت قدرة الكفاءات التونسية على التحكم في مجال اختصاصهم وتطوير الخلق والابتكار. إقبال التونسيات على الاختصاصات الهندسية وعبر الوزيرالأول عن ارتياحه لاقبال التونسيات على الاختصاصات الهندسية والتكنولوجية حيث وصلت نسبة الطالبات المرسمات بقطاع الهندسة والعلوم الى 45,6بالمائة كما بلغت بنسبة المتخرجات من مؤسسات التعليم العالي الهندسي 36 بالمائة وتصل النسبة الجملية للمهندسات 18 بالمائة. وأكد السيد محمد الغنوشي أنه بقدر حرص تونس على المسك بناصية العلوم والتكنولوجيا والمعرفة والانخراط في مجتمع المعلومات بقدر حرصها على المساهمة في كل الجهود الدولية الرامية إلى تأمين استفادة كافة البلدان والشعوب من تقنيات العصر واستغلالها لتعزيز عوامل التنمية المتوازنة وتكريس المساواة بين الجنسين في المعرفة والنفاذ الى التكنولوجيات الحديثة. «قضية» تواجد المرأة في الهندسة والتكنولوجيا وبدوره أكد السيد كمال العيادي رئيس الاتحاد الدولي لمنظمات الهندسية في افتتاح أشغال الندوة على أهمية المحور المختار والذي قوبل باهتمام بالغ لدى المنظمات والهيئات الدولية خاصة أن قضية النوع الاجتماعي ودور المرأة وموقعها في الهندسة والعلوم تطرح لأول مرة في صلب الاتحاد، وقال السيد العيادي أن مسألة تواجد المرأة في الهندسة والتكنولوجيا أصبحت مبعث إنشغال حسب ما تبينه الاحصائيات والأرقام التي اهتمت بدراسة هذا الموضوع والتي أشارت إلى أن نسبة تواجد المرأة في المهن الهندسية والتكنولوجية لا تتعدى في أفضل الحالات 20% وأن نسبة الطالبات اللواتي تقبلن على الدراسات الهندسية والتكنولوجية سجلت تراجعا ملحوظا خلال العشرية الحالية حيث تراوحت بين 10 و15% فقط. عزوف وحذر رئيس الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية من ظاهرة عزوف الفتيات عن الدراسات الهندسية، وقال بأن هذه الظاهرة بلغت مستويات يتعين معالجتها بدون انتظار خاصة أن نسبة الفتيات المرسمات بالدراسات الهندسية بلغت مستويات متدنية تراوحت بين 2 و10% في بعض البلدان الأسياوية. ودعا السيد العيادي إلى ضرورة تضافر الجهود لمعالجة ظاهرة عزوف الفتيات عن الدراسات الهندسية وتطوير محتوى التكوين وحث الفتيات على الإقبال على الدراسات الهندسية وقال بأن هذه الندوة التي تحتضنها تونس وينظمها الاتحاد تعد مبادرة أولى تسعى من خلالها الأطراف المشاركة الى توحيد المجهودات المبذولة في هذا الشأن على المستوى المحلي والاقليمي. واعتبر السيد كمال العيادي أن مساهمة المرأة في القطاعات الهندسية والتكنولوجيا أصبحت أساسية وضرورية بالنسبة لتطور البلدان حيث تعتبر الهندسة والتكنولوجيا المحرك الأساسي للتنمية وخلق الثروة ومقاومة الفقر وتقليص الهوة بين البلدان الفقيرة والغنية. وقال بأن اقتحام المرأة المجالات العلمية والتكنولوجية المتقدمة بات شرطا أساسيا لنهوض الشعوب وتقدمها وعاملا محددا لنهضة الشعوب ورقيها ومن الضروري إزالة العوائق التي تحول دون ذلك. مائة عرض ومداخلة وستشهد ندوة «دعم تواجد المرأة في الهندسة والتكنولوجيا» تقديم ما يزيد عن مائة عرض ومداخلة انطلقت أمس بمداخلات كل من السيدة إلين سواربراي مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية والسيد والتر اردلان المدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو والسيد غلام دباش رئيس اتحاد المهندسين التونسيين وعديد الأساتذة والخبراء الأجانب من تونس والخارج. ومن المنتظر بعد اتمام جلسات اليوم أن تتوج الندوة بإعلان «بيان قرطاج حول المرأة في العلوم والهندسة» والذي سوف يجسم التزام المجموعة الهندسية والعلمية والعالمية باتجاه العمل على دعم تواجد المرأة في الهندسة والتكنولوجيا.