عقد المجلس الوطني التأسيسي مساء أمس بقصر باردو جلسة عامة أبدى خلالها العديد من النواب تململا بسبب انشغالهم بمباراة المنتخب الوطني.. وانتهى النقاش العام حول باب الهيئات الدستورية من مشروع مسودة الدستور بصعوبة نظرا لكثرة التشويش والحركة والذهاب والاياب داخل القاعة .. وخصصت هذه الجلسة التي ترأسها العربي عبيد النائب الثاني لرئيس المجلس للاستماع إلى ما تبقى من مداخلات نواب كتلة حركة النهضة، الذين طالبوا بدسترة مجلس اسلامي أعلى ومجلس أعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وهيئة استشراف وتخطيط وهيئة للتونسيين بالخارج.. كما فتح المجال إثر ذلك لأعضاء مكتب لجنة الهيئات الدستورية للرد على استفسارات النواب، وبينوا أنه لا يوجد أي داع للتخوف من تغول أي هيئة.. وذكر النائب جمال طوير رئيس اللجنة أنه تم الانطلاق من ورقة بيضاء وتم الاطلاع على عديد الدساتير والاستئناس بها والاستماع إلى العديد من الخبراء والمختصين، ولاحظ أن الهيئات المقترحة موجود مثلها في أعرق الديمقراطيات. وعن مقترحات تتعلق بحذف الهيئة العليا لحقوق الانسان لترك هذا العمل لجمعيات المجتمع المدني الحقوقية، أجاب طوير أن دور الهيئة لن يتعارض مع دور هذه الجمعيات.. وسيكون لهذه الهيئة الدستورية على حد تأكيده نوعا من السلطة التقريرية وهو دور لا تستطيع القيام به الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وغيرها من الجمعيات. وردا على التساؤلات المتصلة بالسلطة الممنوحة للهيئة الانتخابية أجاب أنه تم تمتيعها بسلطة ترتيبية وتقريرية واضحة وهو نفس الشأن بالنسبة إلى هيئة الإعلام. أما هيئة الحوكمة الرشيدة والتنمية المستدامة فتم منحها دورا استشاريا اضافة إلى السلطة المعنوية الكبرى التي تحظى بها. هيئة الاعلام وفيما يتعلق بالمقترحات المتعلقة بضرورة انتخاب هيئة الاعلام من قبل الهيئات المهنية أو من قبل الصحفيين أوضح طوير أن هذه الهيئة هي هيئة دستورية مستقلة يجب ان ينتخبها صاحب السلطة وهو الشعب عن طريق ممثليه في مجلس الشعب، فهذه الهيئة ليست نقابة ينتخبها ممثلوها. وردا على مخاوف السقوط في المحاصصة الحزبية بين أن هناك ضمانة في أن تكون قرارات اللجنة بالأغلبية المعززة. وأضاف أنه في أغلب الدساتير المقارنة توجد هيئة اعلام سمعي بصري اما الصحافة المكتوبة فلها التعديل الذاتي الخاص بها.. ويوجد اختلاف كبير بين تقنيات الاعلام السمعي البصري وتقنيات الصحافة المكتوبة لكن تم الاختيار على أن تكون الهيئة شاملة للصنفين انطلاقا من نظرة متكاملة تقوم على هدف الاعلام ورسالته المتمثلة في تكريس حرية الاعلام وحق النفاذ الى المعلومة وتكريس تعددية في المشهد الاعلامي، وليس بهدف الرقابة.. فالصحافة المكتوبة في طريق الانقراض مقابل انتشار الصحافة الالكترونية.. والاعلام في تطور مستمر لذلك يمكن التنصيص على هيئة تشمل الصحافة بصفة عامة.. واقترح الطوير دسترة هيئة تعنى بالتربية والتكوين والبحث العلمي ترسم الملامح العامة للاستراتيجيات الكبرى للتربية. وعبر النائب رفيق التليلي في ختام الجلسة عن رفض المواطنين وخاصة البحارة الترفيع في اسعار المحروقات ودعا النواب للتصدي لمثل هذا الاجراء إذا تقرر اتخاذه فعلا.