«الوعد عهد، والعهد من الله، ومن لم يوف بعهده لا ذمّة له». يا أحفادي اسكندر، وسليمة، ومحمّد يونس، ومريم، وأحفاد بني وطني وعقيدتي، فبماذا تنصحون؟ ذكر اسكندر، وكريم، وحسّان، وعمر، مقولة أحد الحكماء «لا تعدّنّ وعدا لا تثق نفسك بانجازه، ولا يغرّنّك المرتقى السّهل إذا كان المنحدر وعرا، وأعلم أن للأعمال جزاء، فاتّق العواقب، وأن للأمور بغتات، فكن على حذر». قال الشاعر إبراهيم ناجي «لوفاء من أخلاق الملائكة، والجحود من طبيعة البشر». فأضافت سليمة، وسارّة، وإيناس، وهالة وياسمين، مقولة عبد الرحمان زغلول: «الوفاء لازم لسعادة المجتمع البشري، وثقة الناس بعضهم ببعض، وسير الأعمال فيما بينهم سيرا حثيثا، وحصول التعاون». وأضاف محمّد يونس، ومهدي، وأحمد، وإلياس ومحمّد، ومحمد عزيز قول ابن أبي حازم «الوعد وجه، والإنجاز محاسنه، والوعد سحابة والإنجاز مطرها، وأنشد قائلا في هذا المعنى بوضوح وجلاء: «إذا قلت في شيء «نَعَمْ» فأتمّه فإنّ «نَعَمْ» دَيْنٌ على الحُرّ واجب وإلا فقل «لا» تسترح وتُرح بها لئلا يقول النّاس إنّك كاذب» وأضافت مريم، وأسماء، وهاجر، ومروى مقولة الفقيمي في منظومته: «لا كلّف الله نفسا فوق طاقتها ولا تجود يد إلا بما تجد فلا تعد عدّة إلا وفيت بها ولا تكوننّ مخلافا لما تعد» فأضاف الفريق الأوّل مثلا عربيا «وعد بلا وفاء، عداوة بلا سبب»، ومن الأمثال « وعد الحرّ فعل، ووعد اللّئيم تسويف». فأضاف الفريق الثالث وصيّة عبد الملك بن مروان لبنيه «لا تعدوا الناس بما لا تناله أيديكم» وفي مثل الميداني «السّنّور الصّيّاح لا يصطاد شيئا»يضرب لمن يعدو لا يفي بالوعد. وأضاف الفريق الرابع مقولة عبد الله بن عمر «خُلْفُ الوَعْد ثلث النّفاق، وصدق الوعد ثلث الإيمان» فذكرت لهم تضحية الحكيم سقراط في سبيل الوفاء بالعهد إذ قال أثناء محاكمته «لا تعتقوا أنّي أدافع عن نفسي لمحبّتي لنفسين بل لانشعغلي عليكم لئلا تسيئوا إلى الله في حكمكم عليّ» تلك مقولة سقراط العظيم، وهذه مقولة جمال الدّين الأفغاني «مامات أحد في حبّ أمّته إلا وأحبّته». قال الله تعالى «واذكُرْ في الكتاب اسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيّا» (مريم آية 54). فالوفاء بالعهد مكرمة، بما في ذلك الوفاء للوطن لأنّ «الوطن للمواطنين أمّ مشتركة». لقد غاب سقراط، ولم تغب أعماله الصالحة ووفاؤه للعهد. واقتدى به سقراط تونس (سقراط الشارني) رحمه الله للدّفاع عن الوطن ولوضع حدّ للعنف والإرهاب. وتلك صفة الأبطال البواسل.