قال أحد المعلمين يوما في حديث تلفزي إنه درس طيلة أربعين عاما – قالها مبتسما راضيا- و أ ثنى عليه محاوره و إنثالت على الطرفين نافورة من الياسمين ! ولكنني- والمقام محفوظ– شعرت نحو المتكلم بشيء من الرثاء او السخط فهل هي البطولة أم الغفلة أم هو «سيزيف» (...)
ثلاثة أشهر مرّت على تولّي الحكومة مهامّها وكان لابدّ أن تكثر المنابر للوقوف على المنجز الملموس أو الاشارة الى المفترض وما كان يجب أن يكون حسب آفاق الانتظار.
وإذا كان من البداهة أن يختلف المنظور إليه باختلاف زاوية الرّؤية فإنّ نقاط الاستفهام ستتوالد (...)
كُثرٌ هم المرتزقة والسماسرة والخارجون عن النص باسم الثورة في مجالات شتى. لكن الأغرب من الخيال رغم حدوثه هو ما حصل في جامعة منّوبة يوم السابع من مارس الجاري إنّه بدعة ستتداول رمزها الأجيال لأنّ تبريرها لا يعقل ولا يقبل ولو وقع التسلّح بما يعرف ب (...)
لقد تعلمنا أن نحذّر الفرح لعلمنا أنّ خيانته قاسية وأنّ تعجّله أشدّ قسوة ومرارة كمنّنا لنفرط طيبتنا فيما يبدو ولنقاء سرائرنا فيما نزعم ولصدق نوايانا ولوطأة أوجاعنا ولأنّ اللّحظة باعثة على الذّهول أصلا لم يكن لنا الاّ أن نهلّل للثّورة التي طبّقت (...)
استبشرنا بما أقدمت عليه وزارة التربية من حركة ثورية لم نعهدها »في كل عصورها« بإقالة مديري ومديرات المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية الذين لم يبلغوا كراسيهم الا بالتزلف و »الاستقامة« وخدمة »أهل البيت« وظهرت المقاييس الجديدة للترشح لخطة الادارة او (...)
بثّت احدى القنوات الفرنسية أخيرا بالصوت والصورة حادثة مريعة كان ضحيتها أيّل جبليّ ألف سكان منطقة متاخمة للغابة وألفوه حتى صار من ثوابت المكان وصار أيّل الحيّ وصديقه. يقدّم له الجميع الحفاوة والترحيب والبشاشة والهدايا من علف وكلأ ويقضّون صحبته (...)
ما زال الكثير من الاصوات المتشنجة ينبري بين الحين والآخر لمحاسبة »بورقيبة« ومرحلته ويحاكم اختياراته وتوجهاته وسياساته الداخلية والخارجية ويقوم بجَرْدٍ قاسٍ لأفكاره وانجازاته فلا يخرج الا بالادانة وحصر الخطايا وتتبع الزلات وتلقف الهفوات فيكيل له (...)
مازالت تطلّ علينا كلّ يوم أخبار الحارقين إلى »لامبيدوزا« الايطالية ومازال شباب في عمر الزهور يغرق بالعشرات بل بالمئات في البحر الأبيض المتوسط وكأنّ ضفته الأخرى جنّة موعودة وكلّ من بلغها ولمس أرضها تقطع ما بينه وبين النوائب إذ هو من »الواصلين« (...)
إنّ مجرّد سقوط رؤوس النظام البائد القائم على التّجريف والتّصحير والتّشريد والتّجويع وأنشطة المخبرين وإفراغ المواطن من شحنته الوطنيّة شهادة لانخراط تونس العظيمة في مسار جديد لا يمكن لكل قوى الرّدّة والرّجعية وأحاديي النظرة ولكل الظّلاميين بالقوّة أو (...)
مازلت منذ يوم الرابع عشر من جانفي أعيش حالة عشق استثنائية إذ اصبح كل شيء بهيجا بهيّا شرعيّ الوجود، حتّى الهواء صار أنقى والالوان أشدّ إشراقا لقد بدأت المصالحة مع ذاتي، أصبحت اتنفس بعمق وصارت خطواتي أشد وثوقا وقامتي أكثر انتصابا وحبّى للناس أكثر (...)