هكذا... جسدي الآن، فكيف... كيف السبيل الى تأثيث هذي العناصر فيه؟! هاتف... في الأرض هاتفني، قال: لا بد من ثورة بيضاء، كي ينبت في هذه الفوضى انبعاث جديد جديد... جديد! للفكرة ثورتها! فكرة الثورة قد ابتدأت، لكن ثورة الفكرة، مازالت تبحث عن مبتدإ... للبدء! الشوارع في المدينة قد اصبحت مرتعا للقمامة! عمال النظافة قد أشهروا في الناس اعتصاما! كم نظّفوا من مدن في البلاد! كم أرهقوا في لجج الأتعاب من عرق، لتلميع وجه السيد السلطان! لكنهم مازالوا على الطوى، يمشون في عوز، يمشون على حسك وإملاق! أرى في الطريق! الأضواء يحرقها السائقون، وهم على حنق... كأن بهم مس! والباعة المتجولون أراهم قد اكتسحوا الشوارع في المدينة... اكتسحوا المساحات في الأرصفة المدينة قد انفجرت بانفلات! أهي شرعة الفوضى؟! أم ترى للثورة فوضاها!؟ تاجر في... سوقنا اليوميّ، يبيع الزبائن من سلعه المعروضة، بضاعة مسروقة... بغير ثمنها الحقيقي! وآخر يعرض خضرا وغلالا... وأثمارا... بأثمان تشوي لحمي شويا... يبتز ما في الجيوب الفقيرة، من حثالة مال! هذا وذاك... وتلك... هؤلاء جميعا، يا ويحهم! إنهم يقتلون الثورة! الثورة... قد انجبت لنا حرية لا أروع... لا أروع! للحرية عقائدها: شرعية القانون مقدسة لا تقبل القدح إن نبعت من ارادة الشعب! قديما في بلاد الإغريق يحكى عن سقراط، أكبر فلاسفة أثينا، أنه: لما حكم عليه بشرب السم إعداما، لقد كان يعلم انه حوكم ظلما! قال مريدوه: لا تنفذ... قال: كلا! واحتسى السم، فمات، مات إجلالا لقدسية قانون أثينا العظيم!