هل كانوا ينتظرون حقا حديث شفيق الجراية ليعرفوا أن قطاع الاعلام مخترق بالمال الفاسد وبالمرتزقة؟ هناك في هذا القطاع شرفاء، نعم، ولكن لا أعتقد أنهم الأغلبية من سوء الحظ، وهذه مأساة حقيقية. الشرفاء ليسوا الأقوى، وأذكر أن عددا منهم هاجم "الكتاب الأسود، منظومة الدعاية تحت حكم ابن علي" لمجرد التضامن القطاعي. هذه هي المأساة الثانية: آمنا ونؤمن أن اعلاما مستقلا عن سلطة اللوبيات هو العماد الحقيقي للديمقراطية وللحريات، وهي قناعتنا التي لا يمكن أن تتغير مهما كان موقعنا. للشرفاء في قطاع الاعلام: كم ضيعتم من فرص، مرة باسم "الغيرة على القطاع"، ومرة باسم الايديولوجيا، ومرة بتأثير من الفاسدين داخل القطاع وخارجه، لكن لا تزال هناك إمكانية للانتصار في هذه المعركة. الحرية أثمن ما يمكن أن يشترك فيه الناس، والاعلام الحر هو من ضمانتها. سيهاجمونكم، سيعتمون عليكم، سيحاصرونكم ويضيقون عليكم، ولكن وحدهم الصادقون من سيجتاز خط النهاية… للصادقين على قلتهم، إنما يحفظ التاريخ أحلام وأعمال الصادقين….