لن ننقلب 180 درجة على الترجي الرياضي ونضع جانبا كل الإيجابيات الحاصلة على مستويات عديدة ومختلفة كنا من أول من تطرّق لها والمتعلقة أولا باختيارات الإطار الفني الذي تعامل كأفضل ما يكون مع جل الوضعيات واللقاءات سواء على مستوى تحديد التشكيلة الأساسية أو طريقة اللعب وثانيا بإضافة بعض اللاعبين الجدد الذين قضوا على السلبيات والنقائص التي كان الفريق يشكو منها سواء في الموسم المنقضي أو في الصائفة الفارطة وثالثا بتطوّّّّّّّّّر الآداء الجماعي للفريق الذي تحسّن بشكل كبير وواضح أعطى نقاط قوة جلية للمجموعة وساهم في إحداث الفارق والتفوّق . كل هذه العناصر التي صنعت الإنتصارات المتتالية في تسع جولات من البطولة وجعلت الأحمر والأصفر من أبرز المرشحين لنيل لقب هذا الموسم لا يستقيم أن نرمي بها عرض الحائط وأن نشكك فيها لمجرد هزيمة حتى وإن كانت ثقيلة وضد منافس مباشر لأن ذلك لا يوجد في مبادئنا ولا في نظرتنا وتحاليلنا لمسيرة الأندية بل إننا نعود لنؤكد اليوم وللمرة الألف أن إيجابيات الترجي الرياضي محفوظة لا يمكن المساس بها وأن تطوّر مستواه مضمون وأنه يملك كل المؤهلات والمواصفات التي تسمح له بالعودة إلى انتصاراته ومزيد تدعيم حظوظه للعب الأدوار الأولى في البطولة. لذلك فإن توقف سلسلة النتائج الإيجابية في سوسة له أسبابه المتعلقة فقط بالتسعين دقيقة التي خاضها على أرضية الملعب الأولمبي لا أكثر ولا أقل، تسعون دقيقة كان خلالها التوفيق غائبا والغلطات الفردية فادحة وقاتلة كقبول أهداف سهلة ممنوع على فريق كبير قبولها إضافة إلى الفشل الذريع في تنفيذ الكرات الثابتة الذي أجبر الفريق على عدم استغلال أحد أفضل أسلحته في مثل هذه المواجهات هذا دون أن نتجاهل هفوات الحكم سعيد الكردي التي أعطت منعرجا للمباراة وأثرت على نتيجتها النهائية كالإعلان عن ضربة الجزاء التي منحت التقدم للنجم والتغافل عن مخالفات واضحة لفائدة الترجيين وهو جانب لم نكن نود الخوض فيه وقوس أجبرنا على فتحه فقط حتى نكون أمناء وشاملين في تحليلنا لهذا الكلاسيكو، صحيح أن الحكم بشر يعيش مثلنا كل الأجواء التي تسبق المقابلات وصحيح أن الإحتجاجات والإنتقادات التي طالت الكردي منذ مباراة النجم والقوافل في الموسم الفارط كانت كبيرة وشديدة ستؤثر دون شك على صفارته عند أول عودة له إلى الملعب الأولمبي بسوسة ، ولذلك كان حريّا على أهل التعيينات أخذ ذلك بعين الإعتبار حماية لحكمهم أولا وحفاظا على حق كل الفرق ثانيا وهذا ما يطرح نقاط استفهام كبيرة حول اختيار هذه العودة «الكردية» إلى سوسة وتزامنها مع الكلاسيكو ضد الترجي الرياضي، على كل ما يمكن التأكيد عليه اليوم هو أن الكردي نجح في مصالحة عائلة النجم لكنه ظلم الترجيين وساهم بقسط ما في هزيمتهم وهذا ما لا يشك فيه أحد. نغلق القوس «الإضطراري» ونعود إلى الترجي الرياضي لنقول أنه لم يكن أول أمس في يومه وفي أحسن حالاته لا من حيث الأداء الفردي لجل اللاعبين ولا من حيث المردود الجماعي فتعددت الهفوات وغاب التوفيق وهذا وارد في كرة القدم لكنه أيضا يفرض استيعاب الدرس ومحاولة الإصلاح لأن كل الإيجابيات والتحسينات التي لا نزال نؤكد عليها إلى اليوم لا تعني بالمرّة أن كل النقائص والسلبيات تم القضاء عليها نهائيا أو أن كل الإختيارات صائبة وناجحة، العمل بصدد إعطاء أكله ولا بد من مواصلة العمل على نفس الوتيرة مع بعض التروشيكات المتمثلة أساسا في بعض التعزيزات التي يمكننا الحديث عنها بوصفنا في فترة الميركاتو والتي تخص بعض المراكز مثل حراسة المرمى إذ لا يمكن لفريق قدره التتويج بالألقاب أن يسير قدما باسم واحد في المرمى ومثله في مركز «بيفو» الذي يوجد فيه اليوم لاعب واحد يؤمّن بالفعل الدور على الوجه الأكمل وهو كوليبالي وهما التدعيمان اللذان يفرضان نفسيهما اليوم بقوة وشدة في الترجي الرياضي. مراجعات للعودة إلى الانتصارات الهزيمة أمام النجم دخلت رغم قساوتها وثقلها في طي التاريخ حيث ينظرون الترجيون الآن إلى الأمام الذي لا يقل أهمية وقيمة عن الماضي القريب بما أن الفريق يواجه غدا منافسا مباشرا آخرا على اللقب وهو النادي الصفاقسي وذلك بالملعب الأولمبي بالمنزه ودون حضور الجمهور وهذا عائق إضافي يعترض أبناء باب سويقة في هذه الفترة خلافا لمنافسيه الذين ينعمون بالدعم الجماهيري في مقابلات حاسمة و مؤثرة على مجريات البطولة. إذن فالتفكير في كلاسيكو الغد هو محل انشغال الترجيين الآن وعلى رأسهم المدرب عمار السويح الذي وقف يوم الخميس على بعض الهفوات وتراجع آداء بعض لاعبيه وهو ما يستدعي مراجعات فورية لبعض الاختيارات بداية بالخط الخلفي الذي لم تكن عودة علي المشاني إليه موفقة في اللقاءين الأخيرين ولا عيب في منح أي لاعب يمر بفترة فراغ راحة تحميه من غلطات آخرى وتساعده على استرجاع أنفاسه مع توفير الفرصة لخليل شمام للظهور في المركز الذي يتلاءم اليوم وإمكانياته في وسط الدفاع نظرا لخبرته وإمكانية توجيه بقية زملائه وهو اختيار يفتح المجال واسعا أمام حسين الربيع للاضطلاع بمركز هو جدير به فعلا نظرا لما قدمه من مستوى في كل المقابلات التي خاضها وهو مركز ظهير ايسر... هذه التركيبة خاضت مباراة سيدي بوزيد وكان آداء الدفاع يومها طيبا بدون الغلطات القاتلة التي سجلناها في لقاءي شبيبة القيروان والنجم الساحلي... في خط الوسط ليست هناك إمكانية للتغيير في مركز «بيفو» نظرا لما يتوفر للإطار الفني من زاد بشري اليوم لكن يبقى دخول سعد بغير ضروريا لاستعادة اللمسة الفنية التي غابت عن الفريق في سوسة وتوفير إمكانية حسن استغلال الكرات الثابتة كذلك بعد الفشل في التنفيذ الذي عرفه الترجيون في المخالفات التي توفرت لهم أمام النجم. عموما التدارك ممكن لأن الترجيين يملكون الإمكانيات التي تؤهلهم إلى ذلك وينتظر أن يستعيد الفريق سريعا نجاعته ويستغل نقاط قوته مثلما كان الشأن في جل اللقاءات السابقة.