قال صاحبي : أنت تدرك جيدا أن الخطاب السياسي يفضح أصحابه مهما نمقوا، وراوغوا، ومهما اجتهد مواليهم الكتاب في التعمية والتضليل، وأنا أعني هنا الخطاب الذي نسمعه اليوم مغربا ومشرقا وهو خطاب ممل لا فصاحة فيه ولا بلاغة، ويعجز البعض منهم أن يتهجى صفحة دون (...)
قال صاحبي: إن هذه المقولة «الأعمال بخواتمها»، وقيل إنها أثر تعبر عن معنى بليغ، وحكمة قديمة قدم نضال الإنسان في سبيل تحقيق الآمال التي يحلم بها بدءا بشؤون الحياة اليومية، ووصولا إلى الرهانات الكبرى، رهانات الشعوب والأوطان، ولكن معناها الأسمى والأسنى (...)
من يمعن النظر في الأحداث الكبرى التي عاشتها البلاد منذ استقلالها يقف على ثلاثة منعرجات تاريخية حاسمة :
- منعرج الرابع عشر من جانفي 2011، و هو اليوم الذي أسقطت فيه الثورة السلمية نظاما استبداديا يصنف ضمن أعتى النظم الاستبدادية التي عرفها التاريخ (...)
قال صاحبي: أعرف أن هذا العنوان سيزعجك، وستبادر صادحا: لا وألف لا، ولكن هذا الموقف لا يمنع من الاعتراف بأن الأمل في الشأن السياسي، وفي تقييم أوضاع الأوطان لا يخضع للعاطفة والأحلام، كما هو الشأن في المستوى الذاتي، بل يتحكم فيه الواقع المعيش، والمشاهد (...)
قال صاحبي: انتظرت، وأنا أحتفل برأس السنة الجديدة، أن يحل بيننا هذه السنة ربيع زاهر يبعث الأمل والتفاؤل في النفوس، ولكن مأساة الاربعاء الأسود، وما فجرته من أحداث، وأزمة سياسية خانقة أيقظت الوساوس، وأحيت الأرق، وأصبحت أخشى أن نستقبل خريفا عاصفا عوض (...)
قال صاحبي : أنت تعرف أنني غرقت منذ الرابع عشر من جانفي في شؤون الوطن، وقضايا السياسة حتى شوشة الرأس، ولكن قد بدأ يسيطر علي الملل، ويغزوني القرف، فقد أصبح كل من هب ودب مختصا في السياسة، وتكتشف مع الزمن أنه لا يفرق بين كوعها وبوعها، ينتصب زاهيا مثل (...)
قال صاحبي : التجارب السياسية التي تعيشها المجتمعات، وبخاصة في الظروف الاستثنائية مثل ظروفنا تفصح عن ظاهرتين بارزتين :
البون الشاسع قولا وممارسة بين الغباوة والذكاء في صفوف النخبة السياسية.
والهوة السحيقة الفاصلة بين ذوي النظرة المستقبلية لشؤون (...)
قال صاحبي: أصارحك بأن الشكوك قد تزاحمت علي هذه الأيام، وأصبحت في حيرة مما يجري حوالي، وكلما رابني من أمرهم ريب طردت عني الوساوس، واستنجدت بحسن النية، ولكن المشكلة أن الروايات متواترة، وليست مجرد إشاعات، وأنت تعرف أن ابن خلدون يقول : إن التواتر يفيد (...)
قال صاحبي : أنت تعرف أنني أتوسم حسن النية في الآخر، محاولا الإفادة من القيم الإسلامية النبيلة، معتقدا أن من يعلن مظهرا وقولا أنه يمثلها هو أقرب الناس إلى السير على هديها، ولكن الممارسة اليومية تخالف ذلك تماما.
حرصت دائما على ريادة المساجد كلما (...)
قال صاحبي : لا أكتمك سرّا أن كثيرا من المواطنين، وأنا واحد منهم، قد أحييوا الذكرى الثانية للثورة بنفوس متشائمة، وقلوب قلقة من المستقبل، وهنا أريد أن أسأل : لماذا احتفلنا بالذكرى الأولى بروح متفائلة، بل قل منتشية، ويكاد اليوم المتابعون للشأن العام، (...)
• قال صاحبي: استغرب أصدقاء هذا الحوار من بروز تيار ضمن الجيل الأول المؤسس رفع أصحابه مقولة «إنما هذا السواد بستان لقريش»، أي إن السلطة الجديدة، وبما ارتبط بها من مزايا قد أصبحت غنيمة يتصرفون فيها كما يريدون،فهل من إمكانية لإلقاء أضواء جديدة؟
• (...)
• قال صاحبي : عاد الحديث بقوة هذه الأيام عن التصرف في المال العام، والمدهش أن الشبهة في سوء التصرف في أموال الدولة لم تمس هياكل إدارية ثانوية، بل التصقت منذ اليوم الأول بقمة الهرم، فلاكت الألسن رئاسة الدولة، وبلغ استغراب الناس حدا قالوا فيه : ماذا (...)
قال صاحبي: ماذا نفهم من هذا العنوان والشعب التونسي يحيي الذكرى الثانية لثورته، وقد أشعلت فتيل الثورات العربية، وأولاها الرأي العام الدولي عناية خاصة باعتبارها تمثل نموذجا نادرا من الثورات الشعبية التي عرفها التاريخ المعاصر، إذ يمكن أن نطلق عليها (...)
قال صاحبي: بعد سلسلة الاضرابات الجهوية، ثم قرار الاضراب العام برز جدل سياسي جديد في وسائل الاعلام لم نعرفه من قبل عنوانه: هل يجوز للاتحاد العام التونسي للشغل أن يولي الملف السياسي في البلاد عنايته، ويتخذ موقفا حول جميع القضايا الوطنية الكبرى، وفي (...)
قال صاحبي : كيف كان شعورك بعد ظهر أمس الأول قبل الحسم، وإعلان قرار إلغاء الإضراب العام، أسألك لأنني أعرف أنك ناضلت في مرحلة سابقة في صفوف الاتحاد، وأعرف كذلك أنك مؤمن شديد الايمان بالحوار من جهة، وبرسالة قوى المجتمع المدني في الذود عن الحريات (...)
قال صاحبي: أذكر أنك كتبت في هذا الفضاء نصا بعنوان «حذار أن تسرق الثورة»، وقد ألمعت فيه إلى أن كثيرا من الثورات قد التف عليها، وسرقت ثمارها قبل أن تنضج، كيف تسرق الثورات؟
قلت : تسرق في الحالات الثلاث التالية:
1 عندما تفشل في تحقيق أهدافها.
2 حين (...)
قال صاحبي: تناول حوارنا في ما سبق بداية سقوط الدولة انطلاقا من مؤشرات ملموسة لا يختلف حولها اثنان، وتكاد تكون في أوساط العارفين بقضايا السياسة، وشؤون الدولة محل اجماع، أو يكاد، ولكن قد طفحت فوق السطح مظاهر أخرى مريبة تسمح بالحديث عن بداية سقوط (...)
قال صاحبي: تناول حوارنا الأسبوع الماضي مظاهر تدحرج الدولة بمؤسساتها وأجهزتها نحو الأسفل، مؤكدا أن هذا التدحرج تكشفه مظاهر مختلفة يلمسها المواطن في حياته اليومية، ولا يحصل ذلك فجأة، بل عبر مراحل تطول أو تقصر، ومن المعروف أن الصعود يحتاج إلى زمن أطول، (...)
قال صاحبي: لفت نظري نص الأسبوع الماضي، وأصارحك بأنني قد سئلت عنه أكثر من مرة، إذ أن عنوانه «قبل السقوط» كان مخيفا، وعندما يمعن فيه المرء النظر يتحول الخوف إلى هلع، ذك أنه يكتشف بسرعة أن الخوف هومن سقوط الدولة، أليس في الأمر مبالغة؟
قلت: إن المتابع (...)
إنه من المعروف أن مفهوم الدولة مفهوم هش، وجديد نسبيا في المجتمعات النامية، ومنها مجتمعنا.
كان النظام السياسي قبل المرحلة الاستعمارية نظام حكم مطلق متأثر إلى حد بعيد بنظام الخلافة العثمانية مع بوادر تجديدية رافقت المشروع التحديثي ابتداء من منتصف (...)
قال صاحبي: من أغرب ما قرأت بمناسبة التئام مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمه الاتحاد العام التونسي للشغل مطلع الأسبوع، وقد كان عرسا وطنيا بهيا تجلت فيه وحدة القوى الوطنية عندما لاحت في الأفق غيوم داكنة تهدد مستقبل البلاد والعباد تبرير بعض القوم مقاطعة (...)
كتبت قبل الانتخابات في هذا الركن، وتحت نفس العنوان قائلا:
كتب علينا أن نتفاءل، وأن نؤمن بأن المستقبل خير من اليوم، وألف خير من سنوات الطاعون الأسود الذي جثم على صدور المواطنين، وكتم أنفاسهم، ونهب ما فوق الأرض، وما تحتها، وأضفت مبادرا :
إن أوضاع (...)
قال صاحبي: أنت تعلم أن كثيرا من الناس فزعوا لما قذفت الثورات العربية بالإسلام السياسي إلى سدة الحكم، وهم مسلمون صادقون، معتزون بهويتهم العربية الإسلامية، ولكنهم خافوا من اختلاط الديني بالسياسي، وهي المحنة التي تعيشها اليوم بعض الأقطار العربية (...)
من المعروف في تاريخ ثورات الشعوب ضد الاستبداد، وفي سبيل افتكاك حريتها أنها استعملت أنواعا من الأسلحة، استعملت السلاح السياسي، والسلاح الفكري التنظيري، وسلاح الشارع، والسلاح الحقيقي، وكان سلاح الإعلام، ومن يتصل به من وسائل النشر والتعبئة بدءا (...)
قال صاحبي : اسمح لي أن أعود إلى المفكر الإسلامي التنويري علي عبد الرازق، وكتابه الشهيرة «الإسلام وأصول الحكم» قائلا: إنه من الطبيعي أن يحتد الجدل قبل ما يربو عن ثمانية عقود حول الخلافة ومدى شرعيتها في تاريخ الفكر السياسي الإسلامي، فقد اندلع في ظرفية (...)