يعيش الإنسان حياته بين الأهل والأصدقاء وذوي الأرحام وقد تكون هذه الحياة طويلة أو قصيرة، سعيدة أو شقيّة، فيها الأفراح والأتراح وفيها الصحة والمرض وفيها التشاؤم والتفاؤل وفيها تقلبات الدهر وفواجع الزمان ولكن الإنسان قد ينسى همومه ويزول حزنه ويتغلب على (...)
حياة الانسان في كل عصر ومصر مليئة بالأحداث إيجابا وسلبا، إذ يعيش حياته عظيما وحقيرا، فرحا وحزينا، معافًى ومريضا سيّدا ومسودا، وتلك سنّة الحياة وناموس الكون وقانون الطبيعة، ولكن الرجل الصّلب، صاحب العزيمة القوية، هو الذي يصمد أمام نوائب الدهر ويتحدى (...)
تذكيرا بما كُتب في الحلقة الماضية من هذا الركن الأسبوعي وما كان من أمر الجارية التي تعلق قلبها بحب الله وسعى مالكها وسيدها إلى إحالتها على مستشفى الأمراض العقلية ووضع القيود والأغلال في يديها ورجليها اعتقادا منه أنها قد أصيبت بمس من الجنون ولكن الله (...)
في تاريخ الأدب العربي قصص ونوادر وأخبار طريفة تنسب الى الملوك والأمراء والولاة تنطوي على الكثير من الملح الذكيّة والحكايات المرويّة عن أيام حكمهم وسلطانهم بما فيها من عدل وظلم، وحرب وسلم، وعطاء ومنع ولم تخلُ هذه الاخبار من حوارات ولقاءات مع العلماء (...)
لا يقتصر الإبداع في مجالات الأدب شعرا ونثرا وقصّة على الأدباء من جنس الرجال وحدهم، بل ان اسهامات المرأة العربية عبر العصور في هذه المجالات كان ثريا ومتنوّعا وخاصة خلال العصر الذهبي وعصر النهضة الأدبية الحديثة.
وبتصفحنا لما سجّله الرواة والقصاصون (...)
من نعم اللّه على العبد أن يكون مرهف الإحساس، رقيق المشاعر. صادق العواطف مكتملها متوازن الشخصية، ينجذب الى الصوت الحسن واللحن الشجي ومختلف فنون الأدب والشعر والنوادر،و ذلك لأن هذه الصفات كما يراها الأخصائيون هي مراد السمع ومرتع النفس وربيع القلب (...)
إذا كان كلّ إنسان يمرُّ في العادة بمراحل الولادة والرضاعة والطفولة والصبا ثم الشباب والكهولة والشيخوخة فإنّ أجمل هذه المراحل هي مرحلة الشباب التي تتجلى فيها معاني القوّة والنرجسية والجمال وتتراءى خلالها آفاق المستقبل الواعد بأحلامه وطموحاته وآماله (...)
عُرف (عنترة بن شدّاد العبسي) بأنه البطل المغوار، والشاعر الفحل، وهو العربي في العصر الجاهلي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وألهب الحماس عبر القرون والأجيال، وقد ارتبطت حياته الشخصية بقصّة حبه لابنة عمّه (عبلة ابنة مالك) التي عاش حياته كلّها هائما بها (...)
من أغراض الشعر العربي (الهجاءُ) الذي هو ذكر مساوئ المهجوّ وإلحاقُ العار به حقا أو ظلما وبهتانا أو عبثا واستهزاء فمن الشعراء من يمدحُ حين يقع الإحسانُ إليه، ويهجو حين يناله المنعُ والحرمان، وقد يكون الهجاء بين قبيلة وأخرى معادية أو بين فرد وفرد، أو (...)
تحدثت في الحلقة الماضية من هذا الركن عن الرثاء الذي هو تعداد محاسن الميت من قبل أهله وأحبائه وأصدقائه، ولكن هناك من رثى نفسه بنفسه خلال الزمن الفاصل بين أخريات أيام حياته في الدنيا وبين الاقبال على أول عهده بالآخرة. فقد حدثنا التاريخ عن الشاعر أبي (...)
الرثاءُ غرض من أغراض الشعر العربي يستهدف تعداد محاسن الميت وذكر خصاله وما كان له من خُلق حسن وسلوك قويم ومآثر حميدة يسترجعها أهله وأحباؤه الذين فقدوه وقد يكون الراثي أكثر تفجعا وحزنا كلما كان الميت أكثر صلة به وقربا منه كالآباء والأمهات والأبناء (...)
من طرائف القصص الغريبة التي وقعت احداثها في عهد الخليفة العباسي المأمون ما كان من أمر ابراهيم بن المهدي الذي ادعى لنفسه الخلافة بالري وبقي حاكما لها لمدة سنتين، وجاء الخليفة المأمون الى الري يطلبه وجعل لمن يدل عليه ويأتي به اليه مكافأة بمائة ألف (...)
في تاريخ الادب العربي رجالات اشتهروا بالشجاعة والكرم والحلم والذكاء حتى ضُرب بهم المثل في هذه الخصال، ونحن إذ نقرأ هذا البيت الشعري:
إقدام عمرو في سماحة حاتم
في حلم أحنف في ذكاء إياس
ندرك أن الشاعر يشيد بشجاعة عمرو بن معد يكرب وبكرم حاتم الطائي (...)
كنت توقفت في الحلقة (10) من هذا الركن والمتعلقة بالحوار الطريف الذي كان بين الفضل ابن يحيى البرمكي وبين رجل من الأعراب جاء على ناقة قادما من قبيلة قضاعة وهو يقصد الفضل بغاية ان يناله شيء من كرمه واحسانه الذي اشتهر به بين الناس جميعا، وليس له من (...)
كانت اللغة العربية في نشأتها سجية، وكان الشعر ديوان العرب يخلد نمط حياتهم ويؤرخ لأفراحهم وأتراحهم وحربهم وسلمهم وبقيت العربية كذلك الى قرون عديدة قبل أن يعتريها الضعف واللحن وتدخلها الألفاظ والكلمات العامية، وهو ما استوجب تقعيد القواعد النحوية (...)
صدر كتاب «كشكول الجريد» (الجزء الأول) للكاتب محمد السعيد الهبائلي عن تاريخ بلاد الجريد وهو كتاب يقع في مائتي صفحة ويتناول بحثا مستفيضا ومتنوعا في تاريخ بلاد الجريد (توزر، نفطة، دقاش، تمغزة، حزوة، الحامة) من حيث تراثها وحضارتها واعلام رجالاتها (...)
لا تخلو بلاطات الملوك والأمراء من طرائف ونوادر وملح وقصص تثير التعجب والاستغراب أبطالها شعراء وأدباء وقصاصون. ورواة كثيرا ما يكون لنسج الخيال فيها النصيب الأوفر والحظ الأكبر ولكنها على كل الأحوال تتوفر على ذكاء وقاد وبديهة فائقة وحسن تخلص عند (...)
الكبرياء والإعجاب بالنفس والعناد والمراء واحتقار الآخرين من بني الإنسان صفات ذميمة وأخلاق بغيضة، قد تؤدي بصاحبها الى وخيم العواقب وسوء المصير، وعندها يحصل الندم الذي لا يفيد بعد فوات الأوان ولعل القصة التي سجلها تاريخ الأدب العربي والإسلامي عن إسلام (...)
عُرف الإنسان العربي منذ القدم بأنه صاحب أنفة وعزّة نفس وكرامة شخصية يأبى الظلم ويرفض المذلّة والمهانة ويستنكف من التسول ومد اليد إلى الآخرين استجداء واستعطاء وفي قاموس العربي أن السؤال مذلّة ولو إلى أين الطريق؟؟ وفي نطاق هذه المعاني يحدثنا تاريخ (...)
يميلُ الشعراء العرب خاصة إلى انتهاج صيغ المبالغة المفرطة في أشعارهم بما يُضفي عليها طابع الخيال المجنّح ويجعلها إلى الأسطورة والخرافة أقرب منها إلى الحقيقة والواقع ومع ذلك تتقبلها النفوس وتهفو لها القلوب فتنزل عليها بردا وسلاما حتى قيل «أعذبُ (...)
من الطرائف التي تحفل بها كتب الأدب العربي ما رُوي عن أحد الخلفاء وكان شاعرا أنه قرّر الإعراض عن قول الشعر في مستقبل حياته، وتأكيدا لذلك نذر على نفسه أنه لو قال بيت شعر فإنه يُلزم نفسه عتق رقبة، وصادف أن حجّ هذا الخليفة، وبينما كان يطوف بالبيت (...)
تحتفظ ذاكرتي في فترة دراستي بالفرع الزيتوني بتوزر بما أفدناه من شيخنا الجليل المرحوم العروسي العبادي أصيل مدينة نفطة الذي كان موسوعة أدبية شعرا ونثرا ولغة، من بديع الطرف والمُلَح الأدبية الشيّقة التي كانت تحفل بها مجالس درسه ومكتبة منزله حين كنا (...)
يحفل تراث الأدب العربي بلطائف القصص وغرائب الحكايات وبدائع النكت والطرائف الأدبية الدالة على الذّوق الرفيع والذكاء الوقّاد والبديهة الحاضرة التي عُرف بها الانسان العربي قديما وحديثا كما عُرفت بها اللغة العربية القادرة على التعبير والإفصاح عن كل (...)